بحمد الله وفضله وعونه اكتمل عقد حكومة الولاية الجديدة والتي تم بعد ترقب مقرون بآمال عراض وتطلعات ينتظرها كل مواطني الخرطوم.. مما لا شك فيه أن المرحلة القادمة لا تخلو من صعوبات شتى وواقع معاش لا بد من التصدي له وتغييره بتجرد ونكران ذات وعدم خشية ومخافة إلا من الله تعالى رب العباد والبلاد، فإنسان هذه الولاية «السودان المصغر» يتطلع إلى حكم راشد وعادل وآمن بعدما تكالبت عليه قضايا الحياة اليومية بمختلف ضروبها وألوانها من كل حدب وصوب حتى ظن أنه «الفراق».. ولعمري أن خطة الولاية في عهد الحكومة الجديدة والتي تلى السيد والي الخرطوم بعض الملامح والإضاءات منها.. والتي أشار فيها إلى الاهتمام المتزايد في التعليم والصحة والكهرباء وتحسين معاش الناس.. ذلك فضلاً عن قضايا الريف.. فيها من البشارة السارة والأمل المرتجى ما يثلج الصدور ويشرح النفوس.. فلا نريد بعد تلك البشارة أن يصطدم الناس بواقع مغاير.. فلقد لامست هذه البشريات أهم قضاياه لا سيما قضايا ريف الخرطوم والتي أطلت برأسها مؤخراً. نريد من حكومة الولاية بعد أدائها للقسم أن تكون كتلة قلوب تقودها قيم ومعاني لا حشد أسماء فقط.. وهذا يقودنا لأن نشد من أزرها وإعانتها للقيام بواجبها.. ذلك لأن الأمر كله يحتاج منا إلى تكامل الأدوار «رعاة ورعية» ويتطلب منا في هذه المساحة مناشدة كل منظمات المجتمع المدني والرسمي والشعبي بأن تكون سنداً وعضداً وأن تتبنى بعض المشاريع وتسارع في التقاط قفاز المبادرات حتى تتحقق شمولية الأداء وقومية الشراكة في قضايا وطننا العزيز. كما نريد أن نرى «خرطوماً» حضارية، نظيفة فيها من الفسحة والاتساع عبر النظام والاهتمام ما لم يخطر على بال، كيف لا والبيئة هي محضن العمل والأداء المتميز، نريد الاهتمام بالشرائح الضعيفة وشبه المنتظمة «وهي بلا شك مبدعة وخلاقة»، نريد أن تكون الحكومة أسراً بديلة لأسر الشهداء الأكارم، نريد القدوة الحسنة في المسؤول أولاً، نريد غرس قيم الولاء الوطني وتعزيزه في النفوس، نريد الاهتمام والانشغال بأمور المواطنين قبل الحاكمين، نريد أن نقيم العدل بيننا، نريد تفعيل دور الوسط الفني والثقافي والرياضي والاجتماعي حتى نرتقي، نريد أن يتذكر هؤلاء النفر الكريم دوماً أنهم وضعوا الأيادي على كتاب الله العزيز، نريد أن يردد الوالي والوزير والمعتمد بلسان حال الشاعر: وطني وإن شغلت بالخلد عنه.. نازعتني إليه في الخلد نفسي. وأخيراً وإن كان هناك صوت تقدير وعرفان وجميل، فهو لمن صنعوا جلائل الأعمال والأفعال بمحلياتهم ووزاراتهم وهم بشر ممن خلق، آثروا وتأثروا بالقيم والأخلاق فهم قدماء جدد، واللبيب بالإشارة يفهم.