بعد ظهور أول البوم غنائي لها في العام 1999 بعنوان «حبيبي غاب» لم تغب ندى محمد عثمان الشهيرة ب «ندى القلعة» عن المشهد الغنائي السوداني، بل سجلت حضوراً لافتاً وكان لهذا الحضور أكثر من سبب منها طريقة الأداء والحضور المسرحي و الأغنيات التي تختارها، فقد عرفت بذكاء أن تغنيها بأغنيات الحماسة جعلها قريبة من الجمهور المحب لإيقاع السيرة والدلوكة، ما جعلها فنانة «شعوبية» بامتياز لكونها تلامس عصب ووجدان المستمع وتحرك فيه القدرة على الاستجابة والانفعال مع الغناء بخاصة أغاني الحماسة والتراث التي اشتهرت بها. ندى القلعة المولودة في العام 1973 في منطقة الكلاكلة «القلعة» التي شهدت نشأتها والتي تلقت فيها تعليمها حتى المراحل الثانوية وتوقفت عندها بسبب الزواج الذي خاضت تجربته مرتين، كان ثمرة أحدهما ابن وبنت، تقول دائماً أنهما حياتها. تزوجت ندي وهي في سن ال«17» من عمرها، ودائماً ما تردد في مناسبات مختلفة أن رغبتها إكمال تعليمها الجامعي والدخول إلى كلية الطب أسوة بوالدها الجراح الشهير محمد عثمان. ندى ترى أن الغناء الذي تقدمه جعل منها فنانة صاحبة جمهور عريض لأنها صاحبة رسالة كما صرحت بذلك في أكثر من مرة، خاصة وأنها ارتبطت بشعراء كبار مثل الحلنقي في أغنيتي «أنا ظالمة» و«حصل خير» وترى أن هذين العملين من الأعمال التي تدعو للتسامح والتفاؤل إلى جانب العاطفة الجياشة، وقد أبدى كثير من النقاد والمهتمين تفاؤلاً كبيراً بلقائها الفني مع الشاعر الكبير الحلنقي واعتبروه نقطة تحول جديدة في حياتها الفنية. ومن أغنياتها الشهيرة ذات الكلمات البسيطة ، العميقة المعاني «لوكي القرضة وامسكي في» و«السمحة أم ولدي». ومعروف عن القلعة أنها فنانة متقلبة الأطوار الفنية فقد فاجأت الوسط الفني، بل المجتمع بأكمله بقنبلة فنية موقوتة هذه الأيام عبر أغنية «خبر الشوم» التي أثارت جدلاً كثيفاً و تتناول فيها ظاهرة «الشواذ جنسياً»، وهو ما اعتبره البعض جرعة كبيرة في الجرأة التي عرفت بها، و وجدت ندى والأغنية هجوماً لاذعاً ما زال متواصلاَ وصداه يتردد في الساحة.. بينما تقول ندي في حديث سابق لها ل«آخر لحظة» أن الأغنية تعتبر مواصلة لمشروعها الفني الذي تتناول فيه القضايا الاجتماعية المختلفة. من جانب آخر يقول عنها بعض جيرانها إنها شخصية غامضة ولا يعرفون لها تواصلاً، واعتبره البعض غروراً، بينما يرى آخرون أنها عكس ذلك ووصفوها ب«المجاملة»..المرأة بجانب انها فنانة ذائعة الصيت، فهي صاحبة أعمال ناجحة واستشهدوا بنجاح مركزها الشهير والخاص بالتجميل «ندى العنبر»، كما عرفت بأناقة لافتة، فضلاً عن اهتمامها بامتطاء السيارات الفارهة كان آخرها إمتلاكها سيارة من فئة «المرسيدس»، بينما يقول شاعر كبير تعتبره بمثابة الأب الروحي لها إنها طيبة القلب وتولي والدتها اهتماماً خاصاً. وتقول ندى عن نفسها إنها لا تعرف الغرور، ولكنها تتعامل بحذر واحترام مع من حولها حفاظاً على هيبة الفن. مشاركات ندى في المحافل الخارجية دائماً ما تصاحبها ردود أفعال كبيرة، وأشهرها رحلتها الفنية إلى دولة نيجيريا وما صاحبها من أقاويل ردت عليها بأغنية «الشريف مبسوط مني» التي وجدت انتقادات واسعة إلى يومنا هذا. وعرفت ندى بدعمها للمؤتمر الوطني، وكانت قد منعتها ظروف وفاة زوجها من المشاركة في الإدلاء بصوتها دعماً في انتخابات العام 2010، وقال مدير أعمالها إنها ستمارس حقها الانتخابي ب«النقاب» نظراً لوجودها في أيام الحداد الشرعي، بينما معروف عنها هلاليتها وتشجيعها للأزرق، بل والغناء له.