الخرطوم: ابتهاج العريفي: أميمة حسن تصوير: سفيان البشرى : قبل أيام امتدحت مساجد بعض الدول العربية موقف السودان واستقباله للاجئين السوريين واليمنيين ومعاملتهم كمواطنين لهم الحق في الصحة والتعليم والإقامة، واستنكرت في الوقت ذاته مواقف بعض الدول.. واستكمالاً للموقف الذي أعلنته الخرطوم تم استقبال الدفعة الأولى بمطار الخرطوم أمس الأول من الجرحى اليمنيين. ليس بغريب أن يتقاسم شعب السودان «النبقة» مع زائريه من الأشقاء من الدول العربية المنكوبة بدءاً بالسوريين الذين جاءوا إلى بلادنا بحثاً عن الامان والكرامة قبل الزاد. وتم توزيع الجرحى اليمنيين على كل من مستشفى حاج الصافي ببحري ومستشفى الخرطوم بالقسم الجنوبي. تقاسم اللقمة وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس أبو قردة أعلن عن وصول دفعات أخرى من الجرحى خلال الأيام القادمة ووجه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمباني مستشفى حاج الصافي، باستكمال المطلوبات الصحية للمستشفيات التي تستقبل الجرحى، وقال: مهما كانت الظروف سنتقاسم كل المهن مع أشقائنا، كاشفاً عن تشكيل لجنة عليا برئاسة وزيرة الدولة بوزارة الصحة الاتحادية سمية أكد، لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية لمساعدة اليمنيين، لافتاً إلى أنها قامت بعمل ضخم باستقبال الدفعة الأولى بالتنسيق مع الفريق الطبي الموجود حالياً بمدينة عدن، وأردف قائلاً إن اللجنة العليا معنية بالتعامل مع الوضع اليمني بما في ذلك اللاجئين حتى يتم علاجهم، داعياً إلى توفير العناية اللازمة وتسهيل إجراءات الإقامة والتعليم لهم. سد الفجوة وزيرة الدولة بوزارة الصحة سمية إدريس أكد أشارت إلى سفر فريق من الهلال الأحمر بصحبة عدد من الاختصاصيين في مجال الصحة العامة ومكافحة الأوبئة قبل شهر من وصول الجرحى لسد الفجوة الصحية باليمن ورفع تقرير مفصل عن وضعهم الصحي، وقدم تقريره خلال ثلاثة أيام عن الاحتياجات الصحية باليمن، فضلاً عن مساهمته في تقديم الخدمات الصحية من عمليات جراحية في العظام وغيرها. التزام أخلاقي أما وزير الدولة بوزارة الخارجية عبيد الله محمد عبيد الله الذي كان حضوراً في المؤتمر قال إن السودان ما زال يدعو إلى عودة الشرعية والاستقرار لدولة اليمن، مؤكداً أن رئيس الجمهورية ظل متابعاً للأوضاع هناك وأبدى اهتماماً بالقضية، وأعلن باسم الشعب السوداني مساعدته في تخفيف هذه المعاناة واقتسام اللقمة مع الشعب اليمني ومشاركته في المؤسسات التعليمية وإقامتهم من خلال تسهيل إجراءات دخولهم إلى البلاد، معلناً الالتزام الأخلاقي اتجاه القضية. عرض حالات كشف المدير العام للمستشفى د.علاء الدين ياسين عن وصول الدفعة الأولى من الجرحى والبالغ عددهم حوالي 62 جريحاً، منهم 58 مريضاً و4 مرافقين، بجانب سيدتين مصابتين و15 جريحاً في حاجه إلى تركيب أطراف عليا و3 يحتاجون لأطراف سفلى و50% منهم مصابون بحروق، منبهاً إلى وجود حالة حرجه تم إدخالها العناية المكثفة ووجود 15 حالة بحاجة إلى جراحة عظام، 3 منها مصابة بقطع في العصب، وأعلن عن جاهزية المستشفى لاستقبال كافة المصابين. وأبلغ ياسين عن وجود أكثر من حالة وسط الجرحى فقدوا أعينهم نتيجة للقذائف النارية، لافتاً إلى أن أغلب الحالات التي تم إجلاؤها من عدن وصلت دون مرافقين، حيث تمت الاستعانة بالهلال الأحمر السوداني لمرافقة بعضهم، مشيراً إلى اتخاذ الإسعافات الأولية للجرحى بجانب تأهيلهم نفسياً لبدء إجراء العمليات الجراحية، منبهاً إلى استقرار معظم الحالات التي في حاجة لإجراء العمليات. امتنان عبر عدد من الجرحى الذين زارتهم «آخر لحظة» عن شكرهم وامتنانهم للشعب السوداني حكومة وشعباً لوقوفهم معهم في المحنة التي ألمت بهم وقالوا إنهم سيظلوا مديونين للشعب السوداني، ووصفوه بأنه شعب مضياف، ورسموا صورة مأساوية للأوضاع في اليمن، مشيرين إلى تدمير البنية التحتية من مستشفيات ومدارس وغيرها، ونوهوا إلى أن 6 من الحالات الوافدة فقدوا أسرهم بالكامل.