أسود : صديقنا الصحفي المخضرم محمد لطيف أثار في برنامج الصالة بقناة الخرطوم تحذيراً مهماً بأن الدولة العميقة في ولاية الخرطوم تحارب والي الخرطوم الجديد الفريق عبد الرحيم محمد حسين لإفشاله، علق زميلنا المخضرم أحمد عبد الوهاب بأنه لا توجد دولة عميقة في السودان بالمعنى المصري، بل شلليات ومراكز قوى ضعيفة... أنا مع تفسير الأستاذ أحمد عبد الوهاب لو كان في السودان دولة عميقة مثل مصر (يابختنا) ومعنى الدولة العميقة هي الدولة العريقة، والنظام البيروقراطي المتمسك بتقاليده المنظمة التي لا فكاك منها ولا يمكن تجاوزها بأية حال.. الدولة العميقة في مصر هزمت الثورة المصرية التي أرادت أن تغير كل شيء إلا أنها أعادتها بهدوء شديد الى نظامها السابق بكل تفاصيله، فيما عدا بعض الحريات التي أطلقتها لتلهي بها (الثورجية) والتي لا تأثير لها على الدولة العميقة، السودان يهزمه انهيار الخدمة المدنية منذ وقت مبكر، والثورات والانقلابات التي مرت على السودان هي التي استهدفت الخدمة المدنية طوال عقود حتى أصبحت هشة يسهل القضاء عليها... وتمددت بذلك الشلليات ومراكز القوى لتتحكم في الخدمة المدنية وتقاوم أي اصلاحات جديدة، وما الإيصال الاكتروني إلا مثال حي لذلك... لاحظ المحاولات الاصلاحية التي يقوم بها الساسة كيف تبدأ قوية وتتلاشى بعد حين، إذا أردنا فعلاً أن نصلح الخدمة المدنية فلنعيد الدولة العميقة المتماسكة والتي تضمن سلامة جسم الدولة.. فإذا كان قائد المؤسسة قوياً يستطيع أن يمرر اصلاحاته عبر مؤسسات الدولة العميقة وهي قادرة على استيعاب الجديد إذا تمت السيطرة عليها منذ البداية.