وضع الكابتن محمد عبدالله مازدا عضو مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم، ومدير شعبة الرياضة بالبرلمان السوداني، حداً لعلاقته مع صقور الجديان، بعد أن أعلن استقالته من تدريب المنتخب، عقب الخسارة الثقيلة التي تعرض لها على يد الجابون بأربعة أهداف نظيفة تركت أثراً نفسياً سيئاً لمازدا الذي كان يمني نفسه بانتصار معنوي، لم يتوقع أن يخسر المنتخب بهذه النتيجة الكبيرة، وبرغم أن النتيجة غير محتسبة، لأن مشاركة الجابون في التصفيات شرفية بوصفها مستضيفة نهائيات 2017، إلا أنها ألغت بظلالها على الشارع السوداني الذي كان يحلم بنتيجة جيدة تساهم في تحسين تصنيف المنتخب لدى الفيفا وتمنح اللاعبين دفعة معنوية قبل مواجهة ساحل العاج في الجولة الثالثة من التصفيات، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن الحادبين على الوطن ومازدا الذي أعلن الرحيل وودع مساعديه بعد عودة بعثة المنتخب فجر أمس الاثنين الماضي من الجابون. بداية المشوار: بدأ مازدا مشواره مع صقور الجديان في عام 2004، خلفاً للبولندي فويتشيك وزاريك، واستمر معه بصورة جيدة وخلق منه منتخباً قادراً على مقارعة الكبار وعاد به لنهائيات أمم أفريقيا في عام 2008 بغانا بعد 31 عام من الغياب، كأول مدرب سوداني يحقق هذا الإنجاز بعد غياب طويل، عن المحفل الأفريقي الكبير، إلا أن علاقة مازدا مع المنتخب انتهت بعد خلافاته مع الاتحاد السوداني لكرة القدم ووزارة الرياضة الاتحادية على خلفية النتائج السلبية التي حققها صقور الجديان في النهائيات، بعد أن خسر مبارياته الثلاث بنتيجة صفر-3، دون أن يسجل أي هدف في المباريات الثلاث، مما فتح عليه أبواب النقد بعد شهور من المدح والثناء، فقدم استقالته وخلفه الانجليزي ستيفن غسطنطين الذي كان توقع له الجميع أن يساعد المنتخب على العودة، ولكنه فشل في المهمة. العودة للصقور: وجد الاتحاد السوداني لكرة القدم، نفسه مجبراً على إعادة المدرب الصبور لقيادة صقور الجديان في 2010، وقبل مازدا رئيس لجنة التدريب وعضو مجلس إدارة الاتحاد المهمة، وعاد لعمله في صمت تام و أسكت منتقديه بعد أن نجح في قيادة صقور الجديان بالتأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2012، بغينا والجابون، والتي حقق فيها المنتخب نتائج جيدة وصعد لدور الثمانية بجانب عودته لتسجيل الأهداف بواسطة لاعب الوسط الهداف محمد أحمد بشة الذي سجل هدفين في شباك بوركينا فاسو، دخل بهما التاريخ، وحلم معه الجمهور السوداني بأن يصل المنتخب إلى منصات التتويج ويكرر إنجاز1970، ولكن المنتخب انتهى به الطريق في ربع النهائي وعاد للسودان بأحلام لم تحقق ونتائج لم تكتب ولسان حال الجميع «ليس في الإمكان أفضل مما كان». الاستقالة: برغم من المعاناة الكبيرة والإهمال الذي يجده صقور الجديان من قبل القائمين على الأمر في الدولة واتحاد الكرة ووضعه كآخر الاهتمام في وسائل الإعلام، إلا أن مازدا ظل ممسكاً بالجمر والعصا وصابراً على المن و الأذى، وكان أمامه إنجاز تاريخي ليكون أول مدرب يقود السودان إلى نهائيات الأمم الأفريقية لثلاث مرات، بالتأهل للنهائيات الاستثنائية التي أقيمت بجنوب أفريقيا 2013، عندما أوقعته القرعة في مواجهة فاصلة أمام أثيوبيا، ولكن صقور الجديان تواضعوا وفوتوا الفرصة وحرموا مازدا من هذا الإنجاز، قبل أن يعلن استقالته رسمياً من تدريب المتتخب، ويعود مرة أخرى بعد أن رفض اتحاد الكرة الإستقالة واستجاب مازدا لنداء الوطن واشترط مزيداً من الاهتمام بالمتتخب مع توفير معينات الإعداد، ووضع برنامجاً واضحاً للمنتخب، إلا أن شيئاً من هذا لم يتحقق حتى وجد مازدا نفسه مجبراً على الرحيل. محطاته: يعتبر محمد عبدالله مازدا واحداً من أبرز نجوم كرة القدم السودانية ونادي المريخ، عمل مساعداً لمدرب المريخ الألماني هوريست في العام 1989 وأحرز معه لقب كأس كؤوس أفريقيا في العام ذاته، ثم عاد وعمل مساعداً لمدرب المريخ الألماني الآخر توبفيستر ووصل معه إلى نهائي كأس الاتحاد الأفريقي ثم تولى تدريب المريخ عام 2009، وعمل أيضاً مساعداً للمدرب الألماني مايكل كروجر. وها هو يرحل وسط أجواء صاخبة بعد أن ظل يعمل معظم سنواته بالمجان من باب خدمة الوطن وحفظ ماء وجه اتحاد الكرة الذي كان يتفرج على الحائل المائل لصقور الجديان، وها هو يدافع عن أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، واقفاً في وجه بعض نواب البرلمان الذين طالبوا بتسريح المنتخب، وقال: لا يملك البرلمان حق حل المنتخب، ولكن بإمكانه الضغط على الجهات المسؤولة من أجل دعمه.