ظاهرة خطيرة تطل برأسها الغش في الجوانب الصحية من معدات ومستلزمات طبية وأدوية وتبدل الأمر عن السابق.. كان الدواء هو السبب للعلاج.. أما الآن الأدوية أصبحت تشكل خطراً على من يتناولها وتسبب أمراضاً وأحياناً وفاة المريض.. وهذه الأدوية منها ما هو منتهي الصلاحية وأخرى مغشوشة.. مؤخراً قامت وزارة الصحة بضبط شركات تبيع أدوية منهية الصلاحية.. انعدام الضمير والجشع والطمع من أجل كسب المال بأسرع الطرق أوصل ضعاف النفوس لهذا المنزلق الخطير الذي يؤثر على صحة المواطنين.. وهذه الأدوية تدخل للبلاد عبر الحدود من دولة جوار وعبر البحر عن طريق التهريب والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل هنالك شركات أخرى تمارس بيع الأدوية الفاسدة ولم يتم الكشف عنها غير التي تم القبض عليها؟ تقرير: عمر الكباشي : ابتهاج العريفي ٭ ضبط أكثر من (10) شركات وزير الصحة بولاية الخرطوم دكتور مأمون حميدة قال إن الشركات التي تم ضبطها أكثر من (10) شركات من بينها شركة «الريحانة».. وقال حميدة إن التحريات أسفرت عن أن هنالك شركة كبرى تعتبر الأم وتقوم بتمويل هذه الشركات.. لافتاً إلى أنه يتم إدخال الأدوية عبر الحدود البرية والبحر عن طريق التهريب.. وتحفظ حميدة عن الإفصاح عن اسم الشركة الكبرى.. مشدداً على أن الشركات ستقدم للمحاكمة قريباً عقب انتهاء التحقيقات. ٭ رشاوى وكشف حميدة عن أن الشركات التي تقوم ببيع الأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية دفعت رشاوى لموظفي الوزارة.. مشيراً إلى أن المبالغ التي قدمت لهم تعادل مرتباتهم لمدة (7) سنوات.. مؤكداً رفضهم لها وبعد أن توفرت لديهم المعلومات قاموا بإبلاغ الوزارة والتي بدورها اتخذت إجراءات قانونية ضدهم بالتعاون مع حماية المستهلك. ٭ تحذيرات ومن جانبه حذر رئيس شعبة الصيدليات د. مصري مرقس من خطورة استعمال الأدوية الفاسدة والمنتهية الصلاحية التي تدخل البلاد عبر التهريب.. وأشار إلى أنها تتحول في المقام الأول إلى مواد سامة والتي تؤدي إلى الوفاة.. ولفت إلى أن المريض يتعاطى هذه الأدوية بغرض العلاج وفي نفس الوقت تكون قد فقدت صلاحيتها وفعاليتها.. منبهاً إلى أن تأثيرها يكون مباشرة على الكبد والكُلى باعتبارها أكثر الأعضاء في جسم الإنسان تأثراً بالسموم.. وقال مرقس إن معظم هذه الأدوية يتم بيعها خارج المؤسسات الصيدلانية في ما يعرف ب «صيدليات المجتمع».. وفي الغالب هذه الشركات تتعامل مع قطاعات علاجية غير الصيدليات الخاصة المعروفة. ٭ دواء فاسد وقال مرقس إن الدواء الفاسد والمنتهي الصلاحية لا يتم اكتشافه إلا عن طريق الديباجة التي توضح تاريخ الصلاحية ومعلومات كاملة عنه.. والتي في الغالب يتم تغيير المعلومات بها أو الديباجة بأكملها ويتم تسويقه بعد ذلك كعقار صالح للاستعمال مع جهل المواطن بذلك.. وأردف غالباً ما يتم التلاعب من قبل المؤسسات العلاجية البعيدة عن المدن والمراكز العلاجية الكبرى.. واستبعد مرقس وجود مثل هذه الأدوية بالصيدليات القانونية.. وأكد مراقبة الأدوية ومتابعتها في المؤسسات الحكومية والطرفية.. حيث يقع عليهم الدور الرقابي من إدارة الصيدلة المركزية بالتفتيش الدوري لتلك المؤسسات. واعتبر مرقس التلاعب والفساد الذي يحدث في القطاع الصحي أمراً في غاية الخطورة وعلى درجة عالية من الحساسية لارتباطه بحياة الإنسان. ٭ الغش بالدواء وكشف رئيس شعبة الصيدليات عن الطريقة التي يتم بها الغش في الأدوية وقال إنه يتم بوضع مادة مختلفة داخل العبوة بصورة مشابهة ودقيقة باختلاف مكونات الدواء الحقيقي داخل الكبسولة. ٭ شكاوى المواطن محمد الشيخ االذي كان يعاني من أعراض شبيهة بالملاريا وبعد أن أجرى الفحوصات أثبتت أنه يعاني من مرض التايفويد والملاريا وحررت له روشتة علاج وذهب لإحدى الصيدليات وصرف علاجه الذي كان عبارة عن حبوب وحقن.. وبعد تناول الجرعة الأولى بساعات أصيب بغيبوبة لمدة ثلاثة أيام وبعد الفحوصات اتضح أن العقار الذي تناوله كان منتهي الصلاحية.. وقال إنه أصيب بمشاكل صحية في الكُلى بسبب هذه الأدوية الفاسدة. وهناك حالات عديدة مماثلة لحالة محمد الشيخ بسبب غياب الضمير والمسؤولية الأخلاقية.. من الذي يعوضهم عن نعمة الصحة التي فقدوها بسبب حفنة من المال. }}