لم تمنع المعاناة والعرقلة التي تعرض لها وفد المستشارين الزراعيين بمجلس الوزراء، والخبراء الأكاديميين في مجال الزراعة من زيارة مشروع الجزيرة في صباح يوم الاثنين الماضي للوقوف على آخر المستجدات التي طرأت على المشروع، وللإدلاء بآرائهم وتقديم النصح والاستفادة من خبراتهم ليعود مشروع الجزيرة سيرته الأولى، ووقف الوفد الذي يضم بروفيسور تاج السر البشير المستشار الزراعي بمجلس الوزراء، ودكتور أبو عبد الله البخاري أستاذ العلوم الزراعية، وناجي أحمد التوم بالإدارة الاقتصادية بمجلس الوزراء، وبروفيسور فاطمة عبد المحمود مدير كرسي اليونسكو للمرأة للعلوم والتكنلوجيا يرافقها بعض قيادات حزبها الاتحاد الاشتراكي، وقف على الاستعدادات للعروة الشتوية بمشروع الجزيرة وكان في الوقت ذاته قد شرع المزارعون في حصاد محصولات العروة الصيفية وقف الوفد تحديداً على تجربة قسم البساتنا، وأشاد بتجربة الشراكة المباشرة بين المزارعين وشركة المزدانة لإنتاج تقاوى الذرة، وقدم المهندس محمد علي هاشم المرشد الزراعي بالقسم، شرحاً وافياً حول قسمه الذي تبلغ مساحته 85 ألف فدان، موزعة على 5 دورات مزروعة بالمحاصيل المختلفة. وقال هاشم إن الإنتاج للعروة الصيفية يدحض مزاعم وجود مبيدات فاسدة، وكشف عن زراعته 54 ألف فدان بالقسم للعروة الصيفية لمحاصيل الذرة والفول السوداني والقطن، موضحاً أن زراعة الخضروات وحدها في مساحة 10750 فداناً. وأشار محمد علي الى أن المساحة المستهدفة للعروة الشتوية تقدر بحوالي 18 ألف فدان، وحصر التحديات التي تواجه المشروع في المحاولة الجادة لتطبيق قانون 2005 وتدريب روابط مستخدمي مياه الري، وتقديم الخدمة الإرشادية للمزارعين، والعمل الجاد على نقل التقانات الحديثة، وتشجيع المزارعين على الدخول في التمويل الذاتي والبنوك بقوة، بجانب تحسين شبكة الري وترشيد استخدام المياه وإدخال كل المساحات داخل منطقة قسم الري لدائرة الإنتاج. ü ما هي حقيقة العطش بالمشروع وللوقوف على حقيقة العطش التي يعاني منها مشروع الجزيرة، والتي أثيرت مؤخراً مما خلف هواجس بعدم نجاح العروة الصيفية، أكد المهندس محمد عثمان العوض نائب مدير إدارة الري بالمشروع، أن المشروع عبر مرحلة العطش خلال العروة الصيفية، وقال لآخر لحظة إن المساحة المزروعة تقدر بحوالي مليون فدان، غير أن المناطق التي تأخرت بالعطش لم تتعدَ ال600 فدان فقط في ميجر الحاج عبد الله، وقال إن هذه المشكلة مزمنة لأنها تقع عكس الكنتور، مشيراً الى أن تكوين غرفة لنجاح الموسم تضم كل الأطراف ذات الصلة، وأرجع النجاح الى توحيد إدارة الري بمشروع الجزيرة، وأوضح أن عمليات إزالة الحشائش والأطماء مستمرة بالترع الرئيسية والفرعية، وكشف محمد عثمان عن أن المعالجات كمشكلة ميجر الحاج عبد الله، قيد الدراسة للوصول لحلول جذرية، متوقعاً أن تتم في الصيف القادم. وشدد عبد الله على أن مشروع الجزيرة سيعيد سيرته الأولى، وسيصبح أكبر المشاريع في القارة الأفريقية والعالم العربي حتى يتربع على قمة المشاريع الداعمة للاقتصاد السوداني، وكذلك وقف وفد الخبراء على تجربة مشروع البرياب في زراعة محصول القطن والذرة في 2.830 فدان . ü دعوة للتحديث والتطوير وأوصى وفد المستشارين والخبراء بالأخذ في الاعتبار أنواع التربة المختلفة بالمشروع من أجل التسميد المعدني والعضوي، وكذلك نوع المحاصيل، وأكدوا على ضرورة الاستفادة من خريطة التربة ومراعاة المناخ في الجزيرة، ودعوا الى ضرورة التعامل مع العمليات الفلاحية وتحديث البنيات الأساسية وإدخال تقانات حديثة للري، بجانب إدخال محاصيل جديدة ذات ربحية عالية، والدخول في شراكات إستراتيجية تسهم في تطوير الزراعة والري.