فى الوقت الذى بدا فيه العد التنازلى لمؤتمر الحوار الوطنى المقرر له العاشر من اكتوبر الحالى حط وفد رئاسى سودانى بقيادة مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم محمود رحاله فى العاصمة التشادية انجمينا فى زيارة ابرزتها الصحف فى عناوينها الرئيسة لاهميتها التى قالت وسائل الاعلام انها تتمحور حول الاجتماع مع حركات دارفور التمردة بوساطة من الرئيس ديبى لاقناعها بالمشاركة فى العملية الحوارية ، وبالرغم من ان فحوى الزيارة لم يكن ما راج فى الوسائط الاعلامية الا انها لم تبتعد عن ذلك كثيرا حيث سلم محمود رسالتيين خطيتين لرئيس تشاد حملت الاولى شكرا له على مجهوداته من اجل السلام فى السودان وتضمنت الثانية دعوة للمشاركة فى الجلسة الافتتاحية للحوار.. فى تقييمه للزيارة قال الوزير احمد فضل وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء القيادى بحزب التحرير والعدالة القومى انها ناجحة بكل المقاييس ، وتابع طلبنا من الرئيس ادريس ديبى الاتصال بالحركات لاقناعها بالحوار خاصة حركتى تحرير السودان بقيادة منى اركو مناوى وعبدالواحد محمد نور بالاضافة الى العدل والمساواة جناح جبريل ابراهيم ، متوقعا ان يجرى ديبى اتصالات واسعم لاقناعهم واردف ان امين حسن عمر رئيس مكتب سلام دارفور قال له انه اذا وجدت فصائل اخرى تود اللحاق بالعملية السلمية ان يساعد فى تسهيل ذلك فى اشارة الى مجموعات ابوالقاسم امام والى غرب دارفور السابق والطاهر حجر رئيس مجموعة الراحل كاربينو بجانب حركة تحرير السودان قيادة الوحدة بقيادة عبدالله يحى التى من المتوقع ان تصل انجمينا خلال الساعات المقبلة. واضاف ان رئيس تشاد رحب بالزيارة وشكر الوفد على تقديم الدعوة للمشاركة فى جلسة افتتاح الحوار الوطنى كما انه اثنى على ثقة السودان فيه وفى مجهوداته لاجل استتباب الامن فى السودان خاصة اقليم دارفور ، واشار الى ان مساعى الحاق الحركات ستمضى فى اتجاه اللحاق بالحوار الوطنى او توقيع اتفاقيات سلام مع الحكومة السودانية مبينا ان قيادات الفصائل غير المنضوية فى الجبهة الثورية والمتمثلة فى تحرير السودان الوحدة ومجموعتى ابوالقاسم امام وكاربينو لم تصل الى انجمينا حتى الان. العقيد ادم صالح ابكر القيادى بحركة تحرير السودان جناح محمدين بشر التى وقعت على اتفاقية سلام مؤخرا بانجمينا مع الحكومة السودانية قال في حديثه للصحيفة امس ان الطاهر وعبدالله وابوالقاسم كان من المفترض ان ياتو الى الداخل مع حركته التى خرجت عن منى اركو مناوى وزارات العاصمة التشادية اكثر من مرة فى اطار مساعى الرئيس ديبى لاحلال السلام فى دارفور ، مضيفا ان هذه المجموعة امامها فرصة كبيرة للدخول والمشاركة فى الحوار الوطنى ،واذا دخلت الفصائل الثلاث فانها ستعتبر نهاية معاقل الحركات المسلحة فى دارفور لان لها وجود ميدانى قليل فى مواقع مختلفة واردف مناوى وعبدالواحد بجانب جبريل ليس لهم وجود مسلح داخل الاقليم وجنودهم خارج البلاد مشيرا الى ان ديبى اتخذ موقفا من رؤسا الحركات المتعنتين وفضل التواصل مع القيادات الميدانية باعتبارها المكتوية بنار الازمة بخلاف الذين هم فى الفنادق وذلك لحملهم على السلام. وفى السياق ذاته انتقد مبارك حامد رئيس حزب تحرير السودان القاءات الجزئية مع الحركات غير الوقعة على السلام وقال هنالك ضرورة لتمديد موعد انطلاقة الحوار الوطنى الشامل لشهر كامل لاعطاء فرصة للتشاور مع الفصائل المسلحة واقناعها مجتمعة بالمشاركة ، واضاف ان الثقة بين الاطراف مفقودة وهى تحتاج الى بناء وترميم ليس بالارتجال وانما بمزيد من التحاور والوصول الى قناعات بجدوى عملية الحوار ،ومن الصعب ان تحدث لقاءات العاصمة التشادية مع قيادات الحركات شى لان التوجس مازال قائما على خلفية عدم التزام الحزب الحاكم بتعهداته للمجموعات التى وقعت سابقا مؤكدا تمسكه بتاجيل الحوار ومراجعة المقابلات مع حركات دارفور دون اقصاء حتى يتم القبول من الجميع ويحصل النجاح.