درة الملاعب السودانية والأفريقية والعربية في سبعينات القرن الماضي ،كان ظاهرة إبداعية في صورة رائعة الجمال لاعب ظل فلتة زمانه وعبقري أقرانه كان يطوع الكرة كيفما شاء، فتستسلم بين قدميه طائعة ،يفعل بها مايريد ، لذلك فقد استحق أن يطلق عليه لقب (دكتورالكرة السودانية)؛ اسمه كمال عبد الوهاب سليمان ولد في عام 1950م بأمدرمان بحي أبوعنجة، درس بالمدرسة الإنجيلية التجارية، ولعب كرة القدم في بواكير صباه بفريق أبوعنجة، وأظهر مهارات فنية عالية في التحكم بالكرة مع جودة تمريراته القاتلة وقوة تهديفاته الصائبة التي قلما كانت تخطئ هدفها. وفي ظاهرة فريدة من نوعها تم اختياره للفريق القومي وهو لا يزال لاعباً بفريق درجة ثانية، وذلك في عام 1968م، وكان اللعب يتهيأ وقتها للإنضمام لفريق الموردة الذي لعب له والده عبد الوهاب سليمان أحد أفذاذ لاعبي الموردة في الأربعينات، ولكن كان لتدخل خاله عبد الله الحاج مفعول السحر في تحويل مسار كمال من الموردة إلى المريخ، سيما وأن خاله كان أحد قدامى لاعبي المريخ وقتذاك، ووقّع كمال في كشوفات المريخ في 1969 . ويعتبر كمال عبد الوهاب من اللاعبين القلائل الذين يحظون بجمهور عريض خارج نطاق جمهور ناديه المريخ؛ فقد كان عدد كبير من جماهير الأندية الأخرى بما فيها الأندية المنافسة كالهلال والموردة والنيل ، يأتون لمشاهدة تابلوهات كمال ولمساته السحرية النادرة. وكان قد سبق وأن اتهم فريق فاطيما من افريقيا الوسطى المريخ بإشراك لاعب ساحر ويقصدون كمال و كان فاتيما قد هزم المريخ بثنائية نظيفة في بانقي في عدم وجود كمال واعتبر مباراة الخرطوم للنزهة والسياحة، ولكنهم تفاجأوا بمشاركة كمال عبد الوهاب الذي كان غائباً عن المباراة التي أقيمت بإفريقيا الوسطى، فتم إدخاله في منتصف الشوط الأول ليتلاعب بدفاعات (فاتيما) ويطرحهم أرضاً ويضع الكرة على الشباك بكل سهولة هدفاً أولاً، ومن عكسية أخرى يرتفع كمال قافزاً بمستوى أعلى من مترين ليضعها رأسية قوية على يسار الحارس، أما الهدف الثالث فهو سبب خروج لاعبي (فاتيما) من الميدان وقالوا أن المريخ أشرك ساحراً وليس لاعب كرة ، وذلك عندما استلم الكرة من دائرة السنتر ليتخلص بكل خفة ومهارة من لاعبي فريق (فاتيما) فرداً فرداً حتى وصل المرمى ليودعها الشباك بكل روعة ومهارة ، فخرج كل لاعبي فاتيما ورفضوا تكملة المباراة بزعم أن المريخ أشرك ساحراً لتعديل النتيجة. ولقد عاصر جيلا من المبدعين السحرة أشهرهم عزالدين الدحيش في الهلال وشرف أحمدموسى في النيل وعبدالمنعم الصياد في الموردة. كمال عبد الوهاب لاعب لا يمكن تجاوزه في خارطة الكرة السودانية، ويعتبر من اللاعبين القلائل الذين نحتت لهم تماثيل وفاء وعرفان لما قدموه، فكان له تمثال بنادي المريخ تماماً كتمثال ماردونا بالأرجنتين وتمثال بوي مور كابتن المنتخب الإنجليزي وتمثال كارلوس فالديراما كابتن منتخب كولمبيا. ولم يكن كمال ملهماً لفناني النحت فحسب بل كان ملهماً لكبار الشعراء بلمساته السحرية وأهدافه العجيبة فقال فيه شاعرنا الكبير كدكي: أبدع كمال نعم العلم. . تخطيط بدون ورقة وقلم... وباصات مركّزة بي فهم... ورّا الجميع كيف النّجِم... خلقوهو أصلاً للرّجِم متعه الله بالصحة والعافية