تباينت مواقف بعض القوى السياسية والحركات المسلحة تجاه المشاركة في مؤتمر الحوار المزمع عقده بعد غدٍ السبت بقاعة الصداقة، وفيما تمسكت أحزاب بموقفها الرافض للمشاركة في الحوار، رهنت حركات مسلحة مشاركتها بإقامة مؤتمر تحضيري. وبينما كشف الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة جلال الدقير عن قيادته للقاءات مكثفة بلندن مع قيادات حركات مسلحة بغية إقناعها بالانضمام للحوار، أوصدت آلية الحوار الباب أمام قيام أي مؤتمر تحضيري بالخارج، واعتبرت الأمر محاولة لاختطاف الحوار. الشيوعي يرفض: وأكد عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي صديق يوسف تمسك حزبه بموقفه الرافض للمشاركة في مؤتمر الحوار، وقال يوسف ل«آخرلحظة» «تلقينا دعوة للمشاركة إلا أننا لن نشارك ولن نجلس مع المؤتمر الوطني على مائدة حوار إلا في حال استجابته لشروطنا المتمثلة في إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات والدستور وحقوق الإنسان والتي على رأسها قانون الأمن»، وأضاف أن الحوار لابد أن ينهي نظام الحكم الديكتاتوري بالبلاد عبر وجود حكومة انتقالية. مشدداً على أن حزبه لن يشارك ولن يحضر أي جلسة للحوار. مشاركة الحركات: من جانبه قطع نائب الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي عضو آلية الحوار د.أحمد بلال بأن الغرض من المؤتمر التحضيري هو اختطاف الحوار للخارج، وأكد بلال في تصريحات صحفية بدار الحزب حضور عدد كبير من منسوبي الحركات المسلحة بصحبة الرئيس التشادي إدريس ديبي للمشاركة في الحوار. وقال «إننا لم نفصح عنهم خشية تعرضهم لتصفيات». الأصل يشارك: في السياق أكد الحزب الاتحادي الأصل مشاركته في مؤتمر الحوار، مشيراً إلى مباركة وترحيب مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب للحوار الوطني وتوجيهه المباشر لتكوين لجنة للمشاركة فيه، وقال عضو لجنة الحوار بالحزب حافظ سيد أحمد ل«اس ام سي» إن الحزب اجتمع أمس بقاعة الصداقة لوضع الرؤية النهائية حول الحوار، مشيراً إلى أن رئيس الحزب بالإنابة مولانا محمد الحسن الميرغني ترأس الجلسة الختامية للجنة التي أجيزت فيها رؤية الحزب المتعلقة بقضايا الحكم والإدارة بجانب بعض الموضوعات. لقاءات مكثفة: في الأثناء أعلن الأمين العام للحزب الاتحادي الديقراطي د. جلال يوسف الدقير عن ترحيب عدد من القوي السياسية المعارضة والحركات المسلحة بالخارج بالمشاركة في فاتحة أعمال مؤتمر الحوار، وفي ذات الوقت كشف عن دفعهم برؤية الحزب الكلية والنهائية المتعلقة بالمشاركة، وقال الدقير ل«اس ام سي» عقب وصوله أمس من العاصمة البريطانية لندن إنه التقى بعدد من قيادات الحركات المسلحة على رأسهم جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، مبيناً أن اللقاءات حملت بشريات سارة ستشكل دفعة قوية لمسيرة الحوار، موكداً أن بعض الحركات أبدت رغبتها للانضمام لموتمر الحوار. جدية الوطني: في السياق ذاته أكد الأمين السياسي للمؤتمر الوطني حامد ممتاز جدية حزبه في الحوار، داعياً الأحزاب للالتفاف والمشاركة في الحوار. من جانبه أكد نائب رئيس الوطني بالخرطوم محمد حاتم سليمان خلال مخاطبته لقاءً تنويرياً نظمته قيادات المجتمع المدني والطرق الصوفية بمحلية أمبدة، أكد أن الحوار سيكون مثمراً وسيزيد من تماسك ووحدة البلاد، وقال «إن الشعب يتطلع لإنجاح الحوار وعلينا ألا نخذله». نبيل في الخرطوم: وفي ذات الاتجاه يصل إلى البلاد غداً الأمين العام لجامعة الدول العربية د.نبيل العربي، على رأس وفد رفيع المستوى للمشاركة في المؤتمر، وجدد مبعوث الجامعة العربية لدى السودان، السفير صلاح حليمة في تصريح ل "سونا" دعم الجامعة العربية لمسيرة الحوار الشامل، منادياً كافة القوى السياسية والحركات المسلحة بالعمل على تهيئة المناخ لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل بالبلاد.