انتقل الى جوار ربه صباح أمس الكاتب المسرحي الكبير حمدنالله عبد القادر أثر علة الزمته سرير المرض فترة، وبرحيله خسر المسرح والدراما السودانية رمزاً من رموزها الذين أثروا وجدان الشعب السوداني، لما قدمه من أعمال فنية رسخت في الأذهان وأعملت تأثيرها الكبير في خارطة الأدب السوداني، فقد ساهم الراحل في وضع اللبنات الأولى للمسارح الجامعية أثناء دراسته في كلية غردون- الآداب- والتي وجد فيها مناخاً ملائماً لتفجير طاقاته الإبداعية، حيث تعرف مبكراً على الأدب الانجليزي وكتابه وشعرائه بحكم الدراسة - ركن المسرح المهم ويرى النقاد والمسرحيون أن حمدنالله يعد ركيزة أساسية وركناً مهماً من أركان المسرح السوداني، ويكفي أنه صاحب أشهر الأعمال المسرحية مثل خطوبة سهير.. والتي تجلت براعته في الحوار والالتقاط لأدق تفاصيل الحياة اليومية الاجتماعية في السودان في ذلك الوقت- الثمانينيات- كما قدم لنا مسرحيات ( المنضرة، وكشك ناصية، حكاية نادية، والبابور جاز)، أما الأعمال الدرامية فله (مات الدش والمقاصيف وغيرها) العمل الإداري ولد الراحل حمدنالله عبد القادر في مدينة الحصاحيصا في العام 1927م، درس الخلوة وكل المراحل الدراسية في مدينته الحصاحيصا الى أن التحق بجامعة الخرطوم بداية الخمسينيات كلية الآداب، وبعد التخرج عمل مفتشاً إدارياً تنقل في عدة مدن- الجنينة، نيالا، كادقلي، الرنك، الناصر، وجوبا, والتي عمل فيها كأول مدير مديرية من شمال السودان يعمل في الجنوب في ستينيات القرن الماضي، ويعد أحد مؤسسي العمل الإداري في الحكم المحلي في ذلك الوقت، بعدها التحق بمصلحة الثقافة الى أن تقاعد اختيارياً عن العمل، لكن قدمت له فرصة أن يعمل في ليبيا والمملكة العربية السعودية. - الجوائز والتكريم مساهماته الكبيرة في العمل الإبداعي دفعت المؤسسات الفنية لتكريمه أكثر من مرة، ولم يكن التكريم قاصراً على السودان فقط إنما كرم ومنح الجوائز في الخارج، فقد تم تكريمه في مهرجان الثقافه الأول، ومنح وسام ابن السودان البار، كما نال جائزة الأدب الجاد من بريطانيا بداية السبعينيات، ومنح فرصة الدراسة ونيل دبلوم الإدارة من أعرق الجامعات البريطانية - كامبردج- وهناك لقب بشارلس ديكنز افريقيا، بعد أن سطع نجمه, وأظهر نبوغاً وتفوقاً في الكتابة الدرامية والمسرحية، ويشار الى أن تأثره بالكتاب البريطانيين كان سبباً في إطلاق هذا الاسم عليهولم تغفل مجلة الدوحة القطرية الأدوار التي ظل يلعبها حمدنالله فكرمته، حين طبعت مسرحيته الشهيرة خطوبة سهير كتاباً مصاحباً للمجلة المقربون منه قالوا إن روح الكتابة لم يخفت بريقها عنده، فقد ظل صباح مساء يكتب في حديقة منزله في الرياض، ولم يتوقف إلا لأسباب المرض والموت.