بحمد الله وتوفيقه بدأت بالأمس القريب فعاليات انطلاق مؤتمر الحوار الوطني تحت شعار: السودان وطن يسع الجميع... وذلك بالجلسة الافتتاحية المشهودة التي احتضنتها قاعة الصداقة بالخرطوم بتشريف السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير، والرئيس التشادي إدريس دِبي، وضيفي البلاد الكريمين / نبيل الغالي أمين عام الجامعة العربية، وأحمد بن محمد رئيس البرلمان العربي- فلقد كان الحضور طيباً واللقاء مباركاً لإنه في حضرة الوطن العزيز !! وقد كان التداول والحوار جاداً وصريحاً، وهي تطمينات وبشريات بأن المخرجات بإذن الله تعالى ستكون خيراً لا محالة.. ورغماً عن غياب بعض الأحزاب (المعارضة والمسلحة) والتي لم تنل شرف الحوار من أجل الوطن والمواطن، كان النجاح للجلسة الإفتتاحية حليفاً! وهنا لابد من مناشدة الجميع باللحاق بركب الحوار، وعجبي من تلك الأحزاب التي قاطعت الحوار، وفي ذات الزمان والتوقيت الذي انطلقت فيه فعاليات الحوار تعقد تلك الأحزاب اجتماعاً ومؤتمراً صحفياً !! فلماذا ذلك؟ أما كان الأجدى والأنفع المشاركة (والفضفضة) بما تريد أن تقول! والناظر للحوار ككلمة ومعنى يجدها من صميم واجباتنا التي هدانا إليها الإسلام، فهو من الشورى- والشورى من ديننا الحنيف ( وأمرهم شُورى بينهم )، ولابد لنا أولاً من حوار (داخلي) حتى نتحاور في الخارج بصدق وشفافية حتى لا ينطبق علينا القول: حضر المتحاورون وغاب الحوار. نريد في هذا الحوار الوطني قول الحق حتى نصل الى غايات وتطلعات المواطن في كافة شؤون حياته- فالوطن شاسع وفضاء رحب يسع بإذن الله تعالى كل (طائر مرتحل)، نريد أن تكون لغة الحوار كقول فتية الكهف: «ذْ أَوَى الْفِتْيَة إِلَى الْكَهْف فَقَالُوا رَبّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْك رَحْمَة وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرنَا رَشَدًا» ولا نريد للحوار أن يكون فيه شيء من التعالي والكبرياء والمباهاة بالمال ولا بالأفراد والجماعات، كحوار صاحب الجنتين للآخر:«وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا»، فالعزة هنا تتجلى في تقديم المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة !! وهو بلا شك حوار (ضال ومهتدي)، ومما لا شك فيه سيكون مصيره الخُسران المبين !! وبالتالي سيكون لسان حال الخاسر قول الله تعالى « وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا» « ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا» نريد أن يكون لسان الحال ونحن نتحاور قول الله سبحانه وتعالي «هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا» نريد أن ندخل الحوار ونحن غير ظالمين لأنفسنا.. نريد أن نهتف جميعاً: وطنا البي اسمك كتبنا ورطنا، أحبك مكانك صميم الفؤاد.. والله المستعان.