تصاعدت الخلافات بشكل غير مسبوق داخل مكونات الجبهة الثورية بسبب الخلاف حول مقعد رئاسة التحالف، الخلافات التي وصلت إلى بوادر انشقاق بين الحركات الدارفورية والحركة الشعبية قطاع الشمال طفت للسطح بصورة واضحة خلال اجتماعات الجبهة الثورية بالعاصمة الفرنسية باريس حول المقعد الرئاسي للتحالف، ويبدو أن كرسي رئاسة تحالف الجبهة الثوري سيمثل اللعنة الأكبر على التحالف المسلح. ٭ مخطط الإطاحة العلاقة بين مكونات تحالف الجبهة الثورية منذ بدايات تكوينه لم تكن على ما يرام بسبب الاختلاف في كثير من الرؤى والأفكار، مراقبون مضوا ليؤكدوا على أن أكثر ما جعل الحركات الدارفورية والحركة الشعبية قطاع الشمال، تمضي في اتجاه تكوين جسم تحت مسمى الجبهة الثورية، هي رغبتهم فى الإطاحة بالنظام القائم من خلال جمع تلك القوات تحت راية واحدة، الجبهة الثورية مضت في مخططها للإطاحة بالحكومة بخوض عدد من المعارك ضد القوات الحكومية غير أنها ظلت تخسر تلك المعارك على أرض الواقع وآخرها معركة قوز دنقو التي كُبِّدت فيها حركة العدل والمساواة وهي أحد فصائل التحالف المسلح، خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، خسارة تحالف الثورية لعدد من المعارك على الأرض جعل بداية الخلافات تظهر بداخله، بالمقابل انصرفت مكونات التحالف خلال الفترات الماضية عن قضيتها الأساسية في إسقاط النظام القائم عندما انخرطت في حروب في بلدان مجاورة للحصول على التمويل لقواتها، حيث دخلت الحركة الشعبية قطاع الشمال طرفاً في الحرب بدولة الجنوب وهي تقاتل إلى جانب قوات رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت ضد قوات المعارضة الجنوبية بقيادة رياك مشار، بينما شاركت قوات العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وقوات حركة تحرير جيش السودان بزعامة أركو مناوي في القتال الدائر بدولة ليبيا إلى جانب قوات اللواء خليفة حفتر. ٭ بوادر انشقاق غير أن قاصمة الظهر للجبهة الثورية جاءت بعد فشل اجتماع مفصلي لها التأم الثلاثاء الماضي في العاصمة الفرنسية باريس استمر لساعات في التوصل لصيغة اتفاق يتم بموجبه نقل رئاسة الجبهة الثورية من رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار، إلى رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، وسائل إعلامية أوردت أن رئيس الحركة الشعبية الجنرال مالك عقار غادر باريس غاضباً قبل التوصل إلى اتفاق تسليم لرئاسة التحالف، تلك الخطوة بحسب مصادر مثلت بوادر انشقاق واضحة بعد رفض قطاع الشمال المستمر لتسليم الرئاسة إلى حركة العدل والمساواة، وأوضحت المصادر أن الحركة الشعبية لوحت برفض القرار واقترحت إرجاءه لمزيد من المشاورات، غير أن حركات دارفور أصرت على موقفها وعزلت قطاع الشمال عن رئاسة التحالف وتوافقت على إسناد رئاسته إلى رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، بينما نسبت وسائل إعلام حديثاً لرئيس حركة وجيش تحرير السودان أركو مناوي عن صدور قرار وشيك باختيار رئيس حركة العدل جبريل إبراهيم خلفاً لمالك عقار، مناوي مضى للتأكيد على اتفاقهم على تنصيب جبريل رئيساً للجبهة الثورية في الأيام القادمة، مشيراً إلى أن الأمر حسمه الدستور واللوائح. ٭ حرب البيانات الخلافات تصاعدت نيرانها بكثافة من خلال حرب البيانات التي اشتعلت في الوسائط الألكترونية بين أطراف الجبهة الثورية حول عزل مالك عقار وتنصيب جبريل في موقعه، حيث دفعت الجبهة الثورية ببيان منسوب لنائب رئيس الجبهة الثورية التوم هجو يؤكد فيه انتقال رئاسة الجبهة الثورية إلى جبريل إبراهيم، ومضى البيان ليقول إن الجبهة الثورية في ختام اجتماعاتها بباريس في الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر الجاري تعلن لجماهير الشعب السوداني وإعمالاً لمبدأ الرئاسة الدورية المتفق عليه منذ تأسيسها في عام 2011، فقد قرر المجلس القيادي انتقال الرئاسة من الفريق مالك عقار إير إلى د.جبريل إبراهيم محمد، وأضاف «والجبهة الثورية إذ تعلن ذلك إلى جماهير الشعب السوداني، تسجل صوت شكر وتقدير إلى الفريق مالك عقار إير الذي قاد الجبهة الثورية منذ تأسيسها وتؤكد أن مسيرتها ماضية على درب النضال بقوة وتعمل مع قوى نداء السودان وكافة قوى المعارضة على تحقيق الأهداف المعلنة والمتمثلة في العمل على تحقيق آمال الشعب السوداني المتمثلة في المواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية والعدالة والعيش الكريم. بالمقابل لم يجف المداد الذي كتب به البيان الصادر عن التوم هجو، حتى سارعت الحركة الشعبية قطاع الشمال في بيان على لسان المتحدث باسمها مبارك أردول للرد بقوة على بيان الإطاحة بمالك عقار، ونفى البيان انتقال رئاسة التحالف إلى جبريل، وقال: «لا يوجد قرار من الجبهة الثورية ولا يوجد انتقال للرئاسة». الامر لم يقف عند حد بيان آردول بل سارع رئيس الثورية مالك عقار لاصدار بيان ينفي فيه صحة بيان التوم هجو بشان تعيين جبريل ابراهيم رئيسا، وشدد علي ان البيان لاصلة له بالمجلس القيادي للتحالف وانما يعبر فقط عن الجهة التي اصدرته ، واشار الي انهم لم يتمكنوا من حسم الخلاف بشان اختيار رئيس جديد للجبهة الثورية ، واكد عقار ان بيان التوم هجو نقل الاختلاف داخل الجبهة من الاطر التنظيمية والخروج بها الي العلن ومن شخصيات تحتل مواقع قيادية في التحالف سيزيد من حدة والاستقطاب وسيوسع شقة الخلاف وربما ينقله من قيادة الجبهة الثورية الي كوادرها وقواعدها.