لا يمكن لإنسان إحصاء نعم الله عليه أو حتى على البشرية.. بل حتى أن ما يعتقد أنه شر يحمل معه الخير الكثير.. لكن القلق وحب الدنيا ينسي الإنسان أنه مرتبط بدين انتهى بالإسلام لكنه لم يبدأ به.. وهذا الدين يمكن أن نطلق عليه أم الكتالوج.. ففيه حلول لكل المشاكل التي تحدث في كل مناحي الحياة.. نعم كلها ولكن المتابع للأحداث الآن يجد أن هناك حملة شرسة على الإسلام والمسلمين.. فالإسلام الذي نراه الآن ليس إسلامنا ولا نعرف عنه شيئاً.. فهو دين رحمة وتسامح ومودة.. بل إن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قال في معنى حديثه بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.. بالطبع فإن هذه المكارم معروفة ومتفق عليها بين كل شعوب العالم وباختلاف أجناسهم ولغاتهم.. والملفت للنظر أننا كمسلمين نساهم في تشويه صورة ديننا.. وذلك برسم صوره قاتمة السواد عن هذا الدين.. نعم سادتي فإذا نظر كل إنسان لنفسه يجد أنه أحد أسباب ذلك التشويه.. فإذا أخذناها من كل الجوانب السياسية كانت أم الاقتصادية وأخطرها بالطبع الاجتماعية والتي تتعلق بحياة الفرد والأسرة والتي تتكامل حتى تصل للدولة ثم الإقليم ثم العالم.. فسياسياً وقف بعض دعاة العلمانية ضد الحكم الإسلامي ووصل هذا الصراع لمراحل متأخرة حتى أدى لخلل واضح وجعلوا المسلمين يقفون ضد دينهم ومن يحكم به حتى أن الإرباك الزائد يجعل الحكومات الإسلامية في حالة من الارتباك.. والغريب أن معارضتها لا تطالبها بالتنحي صراحة.. وإنما تطالبها بإلغاء الشريعة وتقف ضد أي حكم يخرج يحمل في طياته تطبيق أحد حدود الله.. وتقوم الدنيا ولا تقعد وتتدخل المنظمات الدولية حتى يلغى الحكم أو تقيد الحادثة في بند التعدي على حقوق الإنسان.. نعم التعدي على الإنسان بتنفيذ حكم الله فيه.. فسبحان الله.. وظني أن مثل هذه الصراعات التي باتت تكبر وتتسع هي ما خلقت الحركات المتطرفة فالتطرف دائماً ما يأتي من رحم الأحقاد المختلفة وبالتالي الاعتدال يخرج من رحم مجتمع العدالة والتراحم والتكافل.. وهذا ما يجعلنا نطالب بمراجعة سلوكنا العام والخاص الداخلي والخارجي.. المحلي والدولي فبغير ذلك لن يحدث أي تغيير وسيحدث ما لا تحمد عقباه. ٭ تنظيرة أخيرة: جلست إلى إحدى المتدينات جداً وزوجها كذلك وهمست في أذني وقالت أنصحيني فلديّ مشاكل في بيتي وأنا أريد أن أحافظ على زوجي وأولادي وبيتي.. التفت إليها باستغراب فهي قد تزوجت بمعيار البحث عن الرجل المتدين والذي هدد النبي «صلى الله عليه وسلم» بأن عدم الزواج منه يعني الفتنة والفساد.. فقلت لها ما هي المشكلة؟.. قالت إنها وأبناءها يعيشون في سجن وإنهم محرومون من أقل وسائل الترفيه وحتى هو يجلس في برج عالٍ لا ينزل منه أبداً.. فقلت لها هذا ليس الدين الذي نعرفه وإذا كنتم متدينين فعلاً فستكونان أسعد زوجين فأعيدا قراءة دينكما من جديد وستجدان حلاً لمشكلتكما.