وُلدَ بابكر بدري في دنقلا بالسودان عام 1861م وهومن قبيلة الرباطاب، ونزح مع أسرته صغيرًا إلى مدينة رفاعة في وسط السودان. حفظ القرآن في الخلوة برفاعة ثم أرسل إلى مدني ليستزيد من العلم الشرعي. آمن بالمهدي وهاجر مع والدته إليه حيث شارك في حصار الخرطوم وحضر فتحها، ثم رافق ود النجومي في غزوه لمصر حيث أسر وأقام بها زمانا،بعد اطلاق سراحه، في القاهرة تلقف العلم وحصل على قدر كبير من المعرفة. عاد إلى السودان عام 1898م واستطاع بابكر بدري بمساعدة الكولونيل كورينج بناء مدرسة كان لها الفضل في تخريج علماء أجلاء أدوا دورًا كبيرًا في الحياة السودانية. لم يكتف بابكر بدري بذلك بل افتتح أول مدرسة خاصة لتعليم البنات في السودان عام 1903م وأدخل فيها بناته. وجد بابكر بدري معارضة شديدة حين بدأ في تعليم البنات، فقد كان السودانيون آنذاك يتوجسون خيفة من تعليم المرأة. فأخذ يعمل بأناة وحكمة في هذا المجال، وبدأبه وصبره تمكن آخر الأمر من كَسبَ ثقتهم، وبصّرهم بما للعلم الحديث من فوائد غابت على الناس بسبب شكوكهم في نوايا الاستعمار. وكانت فتيات رفاعة هن رائدات التعليم النسائي في السودان. دخل بابكر بدري بهذا العمل الجليل التاريخ السوداني وسمي «رائد تعليم المرأة في السودان». بعد ذلك عمل بابكر بدري مفتشًا في مصلحة المعارف فاهتم بإدخال الحساب والقراءة والكتابة في كتاتيب القرآن الكريم، كما ألف كتابًا في المطالعة لتلاميذ المرحلة الابتدائية. ويعد بابكر بدري أول من ألف الشعر للطفل السوداني، وَضَمَّنَهُ كتاب المطالعة..» وتقاعد عام 1927م عن العمل الحكومي، ولكنه بدأ في إنجاز عمل جليل آخر هو افتتاحه لمدارس الأحفاد التي أدّت وما زالت تؤدي دورًا تربويًا كبيرًا في الحياة السودانية. وظهرت الأحفاد كعدة مدارس للبنين والبنات، درس فيها الآلاف ،ثم أصبحت أخيرا جامعة الاحفاد ، تقدم المعرفة والتقدم للبنات،انتقل لرحمة مولاه في 4 يوليو 1954م