سرت شائعات كثيرة عن قرارات متعددة منذ بداية هذه الأزمة .. وبالأمس وعلى وجه التحديد وحتى كتابة هذا العمود كانت الأوساط الرياضية تتحدث عن تدخل شخصيات سياسية كبيرة في أزمة الموسم مع توقعات بحل مجالس الهلال والأمل والاتحاد. ربما يتم الحل وربما لا يتم .. وربما تصل الحكومة إلى حلول أخرى غير الحل! وربما يتم حل مجلس الهلال وحده أو الاتحاد وحده! وربما تنازل الاتحاد وألغي الموسم، وربما تنازل غيره، و لكن المؤكد أن المباريات لن تلعب وأن الهلال بهذه الطريقة لن يتوج رسمياً ببطولة الموسم، وبالتالي يمكننا أن نقول إن المريخ من هذه الناحية هو المستفيد الأكبر من أزمة الموسم وإن الهلال هو المتضرر الأكبر إذا استثنينا هبوط الأمل. الهلال هو الفريق الوحيد في الدوري الممتاز الذي لم يتعرض للهزيمة نهائياً .. العقبة الكبري للهلال كانت في مباراة المريخ بكوستي وعندما انتصر الهلال هناك فإنه «نظرياً» توج نفسه بالبطولة فقد تبقت للهلال مباراة وحيدة خارج أرضه أمام هلال الفاشر التعادل فيها مع الفوز على مريخ الفاشر في أمدرمان يجعل الهلال بطلاً رسمياً للمنافسة قبل مواجهة المريخ .. وفي المقابل فإن المنافس للهلال وهو المريخ تلقى أربعة هزائم في الدوري وابتعد عنه الهلال بفارق ست نقاط قبل أن يعلن الهلال انسحابه، ثم جاء المريخ وانهزم من الأهلي مدني ليبقى بين قوسي هزيمتي بداية الموسم وختامه ويوسع فارق النقاط.. ليس هناك وجه مقارنة بين الهلال الذي لم يعرف الهزيمة والممسك بصدارة بفارق كبير عن أقرب منافسيه وبين المريخ صاحب الدفاع الضعيف والأداء المهزوز بإجماع إعلام المريخ الذي أكد على فشل المدرب غارزيتو تماماً في قيادة المريخ في المنافسة المحلية والأرقام تؤكد ذلك .. وعليه فإن كل الحلول طالما أنها تبعد بطل المنافسة عن بطولته فإن كل الحلول بها ظلم للهلال .. حتى والهلال بعيد عن المنافسة يبقى المنافس الأكبر عليها .. والمريخ مشارك في المنافسة يبقى المنافس الأضعف عليها .. إنه قانون أسامة .. سمير فضل .. أزهري وداعة الله! الأخ مامون أبوشيبة ظل يكتب عن البطولات التي يستحقها الهلال والتي لا يستحقها في الدوري الممتاز .. ننتظر تصنيف أبوشيبة في بطولتنا هذا الموسم .. ولا تنسى بدون هزيمة كمان ! وفي الجانب الآخر فإن أهلي الخرطوم الفريق المهدد بالهبوط استفاد من ظلم الأمل عطبرة ولم يتحدث سكرتيره الفاتح التوم عن هذا الظلم رغم أنه تحدث كثيرا قبل ذلك عن ظلم الاتحاد ومحاولة هبوط الأهلي! ورغم ذلك فإن موقف أهلي الخرطوم أفضل من موقف الرابطة كوستي التي اشترت الوهم ورفضت الوقوف في وجه ظلم الاتحاد وانسحب سريعاً من تحالف «ضد الظلم» على وعد سحب ست نقاط من الأمل، ولكن خاب ظنها فلا طالت الموقف ولا بقت بالممتاز! أما الموقف الغريب فقد كان من هلال الجبال الذي لم يعترض على الظلم الواضح والبين الذي وقع عليه.. فعلى الأقل الرابطة كوستي لم يتعرض لخصم نقاط من رصيده.. هلال كادوقلي اعتبر مهزوماً ودون وجه حق أمام المريخ رغم أن القواعد العامة لا تحاسبه ورغم أن لجنة الاستئنافات ظلمته كما الأمل .. ولكن الفارق كان كبيراً بين قادة مدينة الحديد والنار وقادة مدينة الجبال .. فالأمل ظلم بإعادة مباراة وكان بإمكانه أن يهزم المريخ الذي تعود على الهزائم مرة أخرى، ولكنه ورغم ذلك اختار الاحتجاج العنيف ورفض إعادة المباراة بينما هلال الجبال اعتبر مهزوما ولم يحتج وأصدر بياناً يشيد فيه بالاتحاد! الميرغني كسلا ورغم هبوطه من الممتاز إلا أنه أيضاً سجل موقفاً للتاريخ، وأكد على وقوفه ضد اتحاد الظلم والتحيز. بطولة الدوري الممتاز يمكن أن نسميها هذا الموسم بعنوان عمود الأخ العزيز عبد المنعم شجرابي «من خارج الميدان»، فالفريق المتصدر للبطولة حتى كتابة هذه السطور بواقع الميدان هو خلف الهلال بتسع نقاط قابلة للزيادة .. والفريق الهابط وهو الأمل بقرارات خارج الميدان هو الفريق الوحيد الذي لا يتهدده الهبوط أو لعب السنترليق بينما أهلي الخرطوم مرتاااااح في الدوري الممتاز! بطولة «من خارج الميدان» و«داخل قبة البرلمان» المريخ في الصدارة والأهلي بعيد عن الهبوط والسنترليق!