الشاعر الفذ أحمد محمد صالح- طيب الله ثراه- الذي نظم كلمات النشيد الوطن (العلم).. تلك الكلمات المفعمات بالمعاني والقيم الوطنية العميقة من حب وتروي بمدى الإعداد والإستعداد للذود عن الأوطان بالمهج والأرواح عند المحن والمصائب.. وذلك فضلاً على مناشدة بني السودان قاطبة بأن هذا العلم رمز السيادة، وحامي الأرض والعرض... وما بين تلك المعاني والقيم التي تكمن في تلك الألوان الأربعة الزاهية معانٍ ودلالات آخرى، وهي ما تجعل من العلم رمزاً خفاقاً دوماً لخير بلادي ونهضتها . فالتحية أولاً نزجيها لمن صاغ الكلمات عقداً نضديداً الشاعر/ أحمد محمد صالح- رحمه الله- والأسرة الكريمة .. وأخرى مماثلة لمن لحن الكلمات لحناً عذباً شجياً... ولا ننسى من صممت العلم الأول ذو الثلاثة ألوان الحاجة السريرة مكي الصوفي- أطال الله عمرها- والتحية مثنى وثلاث ورباع لمن توشحت بالعلم ثوباً قشيباً المرحومة حواء الطقطاقة، فقد كانت نموذجاً يحتذى وهي تقدم رسالة للشعب السوداني في حب العلم، ولابد لنا أيضاً من أن نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة للرئيس الراحل المشير / جعفر محمد نميري، والذي كان له الفضل في أن يكون نشيد العلم هو نشيد الدولة.. ونحيي من قبل الزعيم الراحل اسماعيل الأزهري أول من رفع العلم عالياً خفاقا معلناً بذلك استقلال السودان في العام1956/1/1 وفي هذه المساحة المباركة نناشد الجميع بالإهتمام بالعلم والمحافظة عليه بأن يتم نصبه في مكان لائق به، ومن ثم نظافته من الأوساخ والأتربة التي تعتريه لاسيما في مواسم هطول الأمطار والشتاء، كذلك تغييره من حين لآخر، خاصة عندما تختلف ألوانه من شدة الحرور، ويبدأ في التمزق وهذا يسوقني الى التعجب والاستفهام، أن ألفت النظر بأن هناك أعلاماً نصبت ثم (نُسيت وأُهملت !!) فقد رأيت أعلاماً تتهادى وهي ممزقة وأخرى منهكة ومتعبة (لأنها مثقلة بما أسلفت) وأخرى (مقلوبه !!) والأدهى والأمر أن ترى علماً لا يسر الناظرين، فاللون الأبيض انفصل عن الأحمر والأسود، وأصبح يرفرف وحده أشعث أغبر فأنى يستجاب له، بالتمجيد رمزاً للسيادة الوطنية، وهو بهذا الحال وهذا ما رأيته بأم عيني في إحدى المرافق العسكرية بشارع الوادي . ختاماً نريد نشيد العلم في الصباح الباكر في طابور المدارس، نريده كشعار لفترات الأخبار في الإذاعة والتلفزيون، نريد أن نرى أعلاماً تتهادى وهى أنيقة في ألوانها الأربعة (الأحمر / الأخضر /الأبيض / الأسود) نريد أعلاماً تنصب معدولة لا مقلوبة (فالأحمر الى أعلى !! ) نريد أن يكون العلم في مؤسساتنا وبيوتنا وسياراتنا (لوحات السيارات) وحتى خلفيات الهواتف بدلاً من الصور الشخصية وغيرها... والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.