٭ الطرفة تقول: إن شاباً حاول أن يجعل الحالة «واحدة» مع والده وطلب منه أن يكونا صديقين ، وبذكاء من الأب طالبه في الصباح بمبلغ من المال فاندهش الابن واستفسر والده عن السبب، فأجابه « إنت طلبت نكون أصدقاء ، وبين الأصدقاء والأخوان المساهمة المالية أمر عادي» فرد الابن: «لو كده أحسن تكون أبوي وبس»!! ٭ والحكومة ترفض أن تكون أباً لوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي ، وتصر أن ترهق الوزارة التي تقوم بعمل فوق طاقتها.. ودونكم الحديث المتكرر عن الفقر الذي تسببت فيه سياسات الحكومة بإهمالها الزراعة - على سبيل المثال - وتحريك عجلة الإنتاج، مما جعل الرعاية «تجري يميناً وشمالاً» لإطفاء حرائق الحكومة. ٭ وحتى مساعي الرعاية لتقديم الدعم الاجتماعي كُبلت من قبل بواسطة وزير المالية السابق علي محمود والذي دخلت معه وزيرة الرعاية السابقة أميرة الفاضل في معركة شهيرة ، لتحاول المالية لاحقاً تدارك الأمر في عهد الدولب التي «فهمت اللعبة» فاستنجدت بالرئاسة. ٭ بالأمس قدمت وزيرة الرعاية مشاعر الدولب بياناً أمام البرلمان، و استفسرها نواب وبشكل كشف «جهلهم» بأذرع الوزارة منها الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي، و صندوق المعاشات، حينما حصروا نشاط الجهاز في بيع الأراضي، بينما مضى الجهاز الذي يحفظ أموال المعاشيين والتأمينات الاجتماعية من التآكل من خلال شراكات ضخمة وإستراتيجية مثل مشروع توطين التقاوي بملايين الدولارات، دشنه النائب الأول بالشمالية واستثمارات زراعية وطبية مثل توطين المحاليل الوريدية من خلال تدشين أضخم مصنع محاليل وريدية بالبلاد يغطي احتياجات البلاد من المحاليل الوريدية بنسبة مقدرة، وحاجة البلاد من محاليل غسيل الكلى بالكامل، والذي افتتحه نائب رئيس الجمهورية العام الماضي. ٭ بجانب مساهمة الجهاز الاستثماري في عدد من البنوك لتحريك أموال المعاشيين، وهي كلها مشروعات في تقديري غائبة عن أذهان نواب البرلمان ولذلك كان طبيعياً أن ترحب الوزيرة بأي استفسار، وتذكر النواب بخضوع تلك المؤسسات للمراجعة من قبل المراجع العام. ٭ ومن أذرع الوزارة ديوان الزكاة الذي تم ضبط إيقاعه بشكل غير معهود ويكفي اختيار الوزيرة لأمين عام من أبناء الديوان - ربما - لأول مرة بعيداً عن التعيين السياسي، ولذلك حدث اختراق في الزكاة هو الأول من نوعه بشهادة الرئيس البشير شخصياً. ٭ ليس النواب وحدهم يجهلون ما تقوم به وزارة الرعاية، فهناك عدد من الولاة كذلك.. مما دفع الوزيرة مشاعر وبكل شجاعة لتقديم شكوي في مواجهتهم للرئاسة وهي خطوة جريئة قلما تحدث من مسؤول. ٭ كان بالرعاية وزيرا دولة، غادر أحدهم لموقع آخر وظل موقعه شاغراً.. لكن في تقديري الوزارة تحتاج لوزيري دولة ليصبحوا ثلاثة أسوة بمجلس الوزراء، لكثرة الملفات التي تديرها وأضخمها الملف الإنساني.. لكن المهم على الحكومة أن تكون أباً لوزارة الرعاية بدلاً عن أخوة وصداقة زائفة.