تعلمون تماماً ما أصابكم وإخوانكم أبناء هذا الوطن العائدين من حرب الخليج فمنهم من قضى نحبه ومنهم من يننظر، منهم أصابه المرض ومنهم من تشرد أطفاله وخربت دياره وفقد ما يعينه على حياة مستقرة كريمة. بينما لا ننسى أبداً أنهم دفعوا الضرائب والزكاة وأعانوا أقاربهم بالملبس وقضاء الحوائج حاملين الحقائق جالبين البسمة والفرحة إلى أهليهم. عادوا إلى ديارهم بعد أن استشهد ذلك البطل العربي سمو الشيخ فهد الأحمد الصباح الذي قدم درساً في فدائية الأوطان وعشق الديار، وقد ربط في الأذهان حب الأوطان وأنها جديرة بإيواء أبنائها وحل مشكلتهم. بعد تلك العودة وفي تسعينات القرن الماضي قررت الأممالمتحدة تعويض هؤلاء المتضررين بمبالغ كافية لإيوائهم وقد أخذت كلها ضمن العقوبات التي فرضت على العراق، ومضى عشرون عاماً على هذا القرار ولم يستلموا غير مبالغ لا تتعدى عشرة في المائة من المبلغ المحدد في اللجنة الدائمة للتعويضات، وظلت بعد ذلك تتواصل الجهود والاتصالات باحثين عن حقوقهم عبر المجهود الخاص وبتمويل شخصي باذلين كل جهد يصارعون اليأس والأسف، بينما أبعد عدد مقدر من جمعية الأخوة السودانية الكويتية من اللجنة السودانية المكلفة بالإجراءات المطلوبة لرد حقوق العائدين، وعلى رأسهم السيد جلال مبارك أبوزيد الأمين العام للجمعية وآخرين، إلا أن نفر كريم من هؤلاء المنكوبين من العراق والكويت بذلوا جهداً مقدراً أفضى إلى ما طالعتنا به الصحف في الأيام الماضية. يسعدني أن يصدر السيد الرئيس عمر البشير توجيهاً يرد حقوق المتضررين كاملة، وأن تواكب المحكمة العليا هذا القرار، وأن الأحكام السابقة أعادت وأثبتت تماماً لهؤلاء السودانيين حقهم بتوجيه الرئيس وقرار المحكمة العليا. دعونا نسأل أنفسنا من هو ذلك المسؤول الدستوري الذي خاطب جموع المحتجين العائدين، وقال لهم إن من يحس بالضرر فعليه أن يذهب إلى القضاء وحق هؤلاء لم يكن من جيبه ولا من خزينة الدولة.. وإنما من نفط العراق الذي أخذ سابقاً ومضى عليه أكثر من عشرين عاماً. ويؤسفني أيضاً وبعد زيارة مندوب الأممالمتحدة في 82/نوفمبر، والذي حضر مندوباً مفاوضاً لحقوق الإنسان في السودان أن تكون مستحقات العائدين من العراق والكويت من بين مهامه باعتبارها حقوق إنسان مهضومة. دعوني أشير وأكرر تقديري واحترامي للإخوة الذين بذلوا الجهد ودفعوا من حر مالهم ما جلب الحق وزهق الباطل. إن من أهم ما يشغلنا في هذا الوطن الحبيب، أن يزورنا الضيف الأممي لينصفنا ويرد لنا حقوقنا، بينما مسؤولينا كلاهم الله بالأمانة عائقين لحقوق المظلومين، نشكو كل من عرقل مسيرة حقوقنا ودفعها إلى أصحابها في وقتها المناسب إلى السيد الرئيس ليبعد أمثال هؤلاء من حوله كي لا يفرقوا أبناء الوطن ويحولوهم إلى جماعات مسلحة. تذكروا إسرائيل التي دفعت بألف سجين فلسطيني مسلم مقابل أسير يهودي واحد اسمه شاليط. اللهم ثبتنا على ديننا الإسلام وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واعنّا على حب أوطاننا. امين الاعلام جمعية الاخوة السودانية الكويتية