ازدادت في الفترة الأخيره نسبة الوفيات بحوادث المرور، حيث جاء في تصنيف وزراء الداخلية العرب أن السودان يعتلي المرتبة «الأولى» في نسبة الحوادث المرورية، ويحتل الرقم (13) عالمياً، وهذا يتطلب تضافر الجهود من الجهات الرسمية في المساهمة بالتوعية المرورية مع السلطات المختصة، للحد من هذا (الغول) الذي أصبح يحصد أرواح المواطنين نتيجة (للأمية المرورية) غير المبررة .. حيث تشهد طرق المرور السريع في العاصمة والولايات حوادث مريعة، أبرز مسبباتها سوء البنية التحتية من طرق وكباري وسوء المركبات نفسها، بجانب القيادة بإهمال وزيادة معدل السرعة المقررة والتجاوز والتخطي الخاطئ ، الحوادث لن تنتهي، ولكن يتوجب علينا الحدّ من معدل إرتفاعها الجنوني (آخر لحظة) فتحت ملفها ووضعت العديد من التساؤلات وخرجت بالحصيلة التالية: ٭ قيادة باهمال ضيق المسارات وكثرة التعرجات والحفر في طريق الخرطوم مدني تؤدي لحوادث ولا يوجد سائق يريد الموت لنفسه، هكذا بدأ سائق بص سفري بخط الخرطوم مدني وليد علي حديثة للصحيفة، وقال: هنالك حافز السلامة الذي يدفع من صاحب البص للسائق بينما يري السائق العوض عبد الوهاب أن المواشي سبب رئيسي في وقوع الحوادث المرورية .. وقال إن المركبات علي الطرق القومية غالباً ماتسير بسرعة (80) كلم متر، وفجاة تظهر إحدى المواشي على الطريق، وفي هذه الحالة لايستطيع السائق السيطرة علي المركبة مما يودي لوقوع الحوادث، وأضاف هنالك سائقين يقودون بإهمال مما يدفعك للخروج من الشارع، وبهذا تقع الحوادث. وعزا سائق آخر بخط (القضارف/ مدني) الحوادث المرورية لكثرة الغابات التي تحجب الرؤية على امتداد الشارع، بجانب ارتفاع شارع الأسفلت من الأرض، مما يفقد العربة التوازن خلال سيرها . وقال السائق أحمد علي إن رداءة الإسبيرات المستوردة على الرغم من ارتفاع أسعارها، والتي لاتطابق أجواء ومواصفات السودان تتسبب في الحوادث بصوره كبيرة ومباشرة ٭ خبرة (70) عاماً السائق صلاح محمد أحمد يقول تجربتي مع القيادة تجاوزت السبعين عاماً، ولكن قبل مدة نجوت من الموت بأعجوبة بسبب حادث وقع نتيجة السرعة والإهمال من قبل سائق إحدى بصات الولاية، والذي قام بتخطي مركبتي بسرعة جنونية، مما أدى لوقوع الحادث الذي أخرجني عن دائرة العمل لمدة (10) أيام، وأرجع صلاح تزايد الحوادث لعدم احترام بعض السائقين للإشارات المرورية، بجانب التهور والتخطي الخاطئ والخروج عن المسارات الرئيسية. ٭ حوادث الوفاة مدير إدارة التخطيط والبحوث بالإداره العامة للمرور عقيد شرطة عبد الرحيم ميرغني قال إن أكثر الخطوط التي تؤرق الإدارة وتشكل أعلى نسبة للحوادث هي طريق الخرطوم /مدني والتحدي -الخرطوم/ شندي /عطبرة وطريق الخرطوم /ربك وفي ولاية الخرطوم طرق (الخرطوم /جبل أولياء) - شارع المطار - دار السلام - أمبدة - شارع صالحة وارجع ميرغني أسباب الحوادث إلى السرعة الزائده التي تسببت في وقع (709) حوادث في العام 2014م، بينما بلغ حجم الحوادث بسبب القيادة بإهمال (662) وبسبب الانحراف الخاطئ (124)، فيما تسبب انفجار الإطارات في وقوع (38) حادثة مرورية والتخطي الخاطيء (71) والعطل الفني34)) والمخدرات والكحول (19) وتخطي إشارة ضوئية (9)، مشيراً إلى أن جملة الحوادث التي وقعت في العام (2014) بلغت(1711) حادثة مرورية، وقال إن الحوادث انخفضت بنسبة 3،81% مشيراً إلى أن حجم الحوادث في العام 2013م بلغت (1852) حادثة مرورية، وقال إن أكثر الحوادث التي تؤدي للوفاة تتمثل في عابري الطريق، والتي بلغت نسبتها 41%، يليها التصادم بين المركبات بنسبة 25% وانقلاب المركبات بنسبة 19%، بالإضافة للسقوط من المركبات والتي بلغت نسبتها (6%) ٭ تحديات وعراقيل وكشف ميرغني عن تحديات وعراقيل تواجة الإدارة تتمثل في إكمال الخطة الخمسية للسلامة المرورية بنهاية العام 2016م بتحقيق الهدف الاستراتيجي في خفض الحوادث الخطيرة الواقعة على الإنسان بنسبة (20%) عن عام الأساس 2011 م وإكمال مشروع الرادار بالطريق القومي، وتنفيذ مشروع التتبع الجغرافي، بالإضافة لخفض حوادث عابري الطريق عبر التوعية المرورية، وإنشاء السياجات والأنفاق والكباري للمشاة، بجانب تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في محاربة ظواهر (التفحيط والتظليل) وغيرها من الظواهر السالبة، مشيراً إلى أن الخطة المستقبلية تهدف للتوسع في مشروع غرفة التحكم المروري بولاية الخرطوم وتعميمها على الولايات ونشر مزيد من الإشارات المرورية بالتقاطعات المهمة بمدن البلاد المختلفة، بجانب التوسع في نشر كاميرات المراقبة وضبط جودة الإطارات، وتهئية الطرق القومية بإزالة الموانع كالأشجار وغيرها، والتشدد والردع للمخالفين عبر تعديل قانون المرور ولوائحة، وإكمال مشروع الرادار بطرق المرور السريع ٭ سوء البنية التحتية وبدورهم أجمع عدد من الخبراء أن تصفية النقل الميكانيكي الذي يعد المؤسسة الحكومية المعنية بمواصفات السيارات أدى لتدهور قطاع النقل، وأسهم بصورة واضحة في تزايد الحوادث المرورية، لعدم وجود مواصفات لقطع الغيار، وأشاروا إلى أن هذه المؤسسة بيعت بغرض إغراق السوق بأنواع رديئة لاتخضع للمواصفات، وطالبوا بضرورة تطوير وتأهيل رجال المرور فكراً وإدارة، مضيفين حوادث المرور تعد مؤشراً لسوء البنية التحتية، مردفين أن هذه التنمية لم تلق حظها من الإنفاق العام السنوي . واعتبر الخبير الاقتصادي د. عبد العظيم المهل أن حوادث المرور تؤثر سلباً على الاقتصاد، لما فيها من إتلاف للموارد والبنيات الأساسية، وفقدان أموال كبيره كانت تذهب للتنمية، ستذهب كتعويضات وخسائر، وقال إن تصفية النقل الميكانيكي الذي يعد المؤسسة الحكومية المعنية بمواصفات السيارات أدى لتدهور قطاع النقل، وأسهم بصورة واضحة في تزايد الحوادث المرورية لعدم وجود مواصفات ومقاييس لتلك الاسبيرات، مما فتح الباب أمام استيراد مواعين ناقلة تعرف ببصات الولاية، والتي اسهمت بصوره واضحة في زيادة نسبة حوادث المرور، مشيرا لضياع وإهدار أموال حكومية بسبب استيراد مثل هذه البصات، لعدم وجود حماية ومواصفات، داعياً لضرورة أن تتبنى جهات وترعى المواصفات الخاصة بالسيارات والمعدات والآليات . ٭ صمت الطرق والجسور الهيئة القومية للطرق والجسور لاذت بالصمت ولم ترد على الخطاب المقدم من قبل الصحيفة على الرغم من الاتهامات الموجهة لها من قبل شركاء الطريق، واتهامها بالتباطؤ في صيانة الطرق الرئيسية والفرعية بالمدن، والتي أعاقت تنفيذ الرادار بالطرق القومية.