تموج المواقع الأسفيرية والأوساط الثقافية والشباب بالنقاشات حول الاحتفال برأس السنة.. وكلهم يدعون لعدم الاحتفال برأس السنة الجديدة وقد كانت كل مداخلاتي بأن يطرح البديل بطريقة واضحة تلفت نظر الكثيرين من مظاهر الاحتفال السالبة خاصة تصرفات بعض الشباب المتفلتين وتقليدهم للغرب في شكل الاحتفال.. رغم عدم اعتراضي الصلب على عدم الاحتفال.. فالمسيحيون يحتفلون بميلاد المسيح عليه السلام ونحن نؤمن به أيضاً وكما نحتفل بمولد النبي محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم.. ويمكنني أن أؤكده أن المحتفلين برأس السنة لا يقصدون الاحتفال بميلاد المسيح.. فهم يحتفلون بقدوم عام جديد وما يضخم الموضوع هو التقليد الأعمى والحفلات التي تقام في تلك الليلة.. فما علاقة الطرب ورشق الناس بالبيض والماء البارد بمولد المسيح عليه السلام وبصراحة الدولة هي السبب في هذه الاحتفالات.. فبداية أكملت إجراءات الاستقلال في أول السنة وأصبح هذا اليوم إجازة بهذه المناسبة، وبمرور الأيام وعدم التعاطي اللائق مع المناسبة حتى ظنت الأجيال الحديثة أن الإجازة بمناسبة العام الجديد.. لأنه غير مصحوب بأي نشاط له علاقة بالاستقلال.. فالصراع بين النخب السياسية على السلطة شغلهم عن التركيز على معاني الاستقلال وبعضهم أدخل شبح الاستعمار الجديد على البلاد في سبيل الكراسي.. وهناك سبب آخر هو اعتماد الدولة على التاريخ الميلادي في كل معاملاتها لأسباب معلومة للجميع وأخرى غير معلومة.. فغالبية الدول العربية والإسلامية تعتمد على التاريخ الهجري.. لذا هم يعرفون قدوم العام الهجري.. أما نحن فليس لنا منه إلا الإجازة فقط وبعدها لا نعرف شيئاً عن التوقيت الهجري. أسباب كثيرة جلعتنا نحتفل بالعام الجديد من دون ما يخطر ببالنا أننا نقلد الغرب ولن نستطيع تغيير سلوك مجتمع دفع بلا شعور لأكثر من قرن ولا بد من إيجاد طرق محددة يشترك فيها الجميع.. وقد كنت أداوم على الكتابة في مطلع كل عام هجري عن أهمية الاحتفال بذلك اليوم عبر مراجعة الأعمال والرجوع للوراء وعمل كشف حساب للسنة الماضية والعزم على بداية جديدة.. أما على المستوى السياسي.. فأعتقد أن على الدولة السودانية العمل بالتوقيت الهجري حتى يعلم أبناؤنا ما هو الاستقلال وكيف جاء ولِمَ نحتفل بهذا اليوم تحسباً لمناهضة كل أشكال الاستعمار الجديد.