٭ ولأن لحيته بيضاء طويلة..ولأن الفرح الطفولي مهنته.، ترى هل سيفتشه الجنود عند الحاجز.. في بيت لحم أو حدائق الشام.. من سيمنع ذلك الرجل من العبور وجميع الأطفال يخبئون أحلامهم في جورب عند المدفأة.. وينتظرون زيارته.. فالشام ليست الشام هذا العام.. وفلسطين ليست كما كانت منذ أعوام. ٭ أحلام الأطفال هذا العام ليست ذات الأحلام.. اجهضت قسراً بفرمان ساس يسوس ومن لف لفهم.. وأحلام الشتاء البخيلة.. بخلت عليهم بدفء أوطانهم التي عرفوها وترعروا فيها.. وأصبحت أمانيهم مطموسة المعالم بلا ضوء أو شعاع أمل. ٭ المتفائلون بغدٍ أفضل في كل البلاد العربية.. ما زالوا أسرى أحلامهم البائسة.. الباهظة الثمن.. لأن «بابا نويل» قد لا يأتي هذا العام.. أو قد يدهس بحذائه الأسود اللامع أحلام الكثيرين.. الذين ناموا وحلموا وحين استيقظوا لم يجدوا عند المدفأة جوارب أحلامهم.. وأدركوا أن «بابا نويل» ليس إلا أكذوبة كبرى في أوطان بلا هوية.. إنها حقاً أوطان الأحلام المنسية. ٭ بعد أن كانت منارات.. أصبحت الدول العربية مكاناً لظلمات الهوس ومهداً لتصدير «الإرهاب» والأحزان. ٭ الخارطة الاجتماعية في كثير من البلدان تغيرت كلياً.. ونتيجة لذلك تغير واقع «التعايش الديني».. الذي أصبح مرهوناً بأمزجة وأهواء السياسيين.. الذين يحتاجون لخارطة طريق للخروج بهذه المجتمعات من أزماتها. ٭ التغيير هذه الكلمة السحرية التي خرج من أجلها الملايين.. ما زالت محلك سر رغم ابتهالات الكثيرين.. وما زال الثوار يأملون بنجاح ثوراتهم وبينهم وبين الديمقراطية بون شاسع.. وكثيرون فشلوا في تحقيق مطالبهم.. والكثير من البلدان في حاجة لسلام حقيقي وتقبل الآخرين. وفي مطلع العام الجديد أصدق الأمنيات بالخير والسلام.