قبل عام ونصف تقريباً، وتحديد في يوم 6يوليو من العام قبل الماضي كتبت في هذه المساحة مقالاً عن الأستاذة مشاعر الدولب، وقد ظن البعض أنني أبالغ فيما كتبته، خاصة أؤلئك الذين ينظرون لنصف الكوب الفارغ، ولكنني كنت على قناعة، بما كتبته وهاهي رئاسة الجمهورية تقوم بتكريمها في احتفالها بعيد الاستقلال الستين، وتمنحها وسام الانجاز ونحن بدورنا نشهد أنها تستحقه، بل وتستحق أكثر منه، فهي استطاعت أن تحول كرسي وزارتها الساخن الى برد وسلام، كما أن خطتها للعام الحالي استطاعت أن تجب موازنة الحكومة التي انحازت للفقراء، بل وللجانب الاحتماعي.. لذا نحن نشيد بها ونعلن ثقتنا التامة فيها لن أذيع سراً إذا قلت إن بعض العاملين في الوزارة يشكون من هذه المرأة المهمومة بالمواطنين في كل السودان، ويقولون إنها اتعبتهم بكثرة العمل والتسفار لولايات البلاد المختلفة، لأنها تتابع العمل بنفسها وتقف على سيره.. سادتي فيما يلي مقدمة المقال الذي كتبته، والذي قال البعض إنه كسير تلج، وأحمد الله أنني كسرت التلج لمن تستحق.. فالتحية والتقدير والتبريكات لهذه الشابة التي استطاعت أن تقنع الجميع بادائها، وانتزعت التكريم المستحق لها.. عندما تقدمت الأستاذة القديرة صاحبة القبول الرباني أميرة الفاضل باستقالتها من وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي بدأت التكهنات والتداولات عن القادمة الجديدة للكرسي الساخن، الذي كان برداً وسلاماً على أميرة، وكان من الصعب التكهن، لكنني كنت على يقين بأن كل الأسماء التي ترد في الصحف كل يوم لا علاقة لها بالواقع، وكنت أرى أن الأقرب لكرسي الوزارة هي الأستاذة مشاعر الدولب، رغم أنها كانت وزيرة للرعاية بولاية الخرطوم، وقد التقيتها في جلسة مع المعاقين، فهي الراعي الرسمي لهم بالخرطوم، وقلت لها إنك الوزيرة الاتحادية فقالت: لا أظن وقبل أن تكمل حديثها، تعالت أصوات الجميع- لا نحن نريدها في الخرطوم- فقلت لهم إنها الأنسب لهذا المنصب، وأنها الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يملأ الفراغ الذي أحدثته أميرة الفاضل، فهن يتميزن بالحسم والهدوء، والشخصية القوية، والقلب الكبير، أحس بأنني أبالغ، لكن هذا رأيي فيهن.. وتركت المكان وبعد أيام تم تعيينها وزيرة اتحادية، والتقيت بعضاً من كانوا معنا في تلك الجلسة، وقالوا إنني كنت أعرف أن مشاعر مرشحة، فأكدت لهم أنها (فكاكا) مني فقد كنت أرسم ملامح القادمة الجديدة ووجدتها تنطبق عليها..