على مدى ثلاثة أيام استقبلت مداخل مدينة الطويشة بولاية شمال دارفور الوفود من الخرطوم، وشرق دارفور، وغرب كردفان بجانب المحليات الغربية للولاية، وأم كدادة، واللعيت.. بجانب ودبندة والواحة، والنيل الابيض، والفاشر، والتي قدمت لحضور حفل تكريم والي شمال دارفور السابق عثمان محمد يوسف كبر، الذي اعدت له الإدارات الأهلية بمحليات شرق دارفور، المتمثلة في الطويشة، واللعيت، وأم كدادة الحفل بالتعاون مع أبناء هذه المناطق بالعاصمة عدم الراحة، بالرغم من أن كبر وصل الى الطويشة مسقط رأسه على رأس وفد كبير من الخرطوم في أول زيارة له بعد إعفائه للولاية، وقطع بالبر مسيرة 20 ساعة إلا أنه لم يذق طعم الراحة من تعب هذه الرحلة المضنية، حيث ظل يستقبل المشاركة في الاحتفال وبالرغم من أن غالبية الضيوف غادروا عقب الاحتفال مباشرة، إلا أن منزل عثمان كبر ظل ممتلئاً بالأعيان، وبعض القيادات إصرار على البقاء أكثر من 50 سيارة تراصت على جوانب ساحة الاحتفال أمام منزل كبر وحتى المسجد الكبير للمدينة، فيما تدافع الشباب والأطفال والنساء والشيوخ نحو الساحة قبل بداية الاحتفالية، بالرغم من حرارة الشمس بقي الأهالي وقوفاً وعلى الأرض في الساحة، بجانب أطفالهم حتى نهاية الفعالية، كما أغلق بعض التجار محالهم في السوق القريب، واتوا الى مكان التكريم، أما غرف السرادق فقد امتلأت عن آخرها بالضيوف، فيما أضر بعض كبار السن الى الجلوس في السجاد تحت ظلال الأشجار المحيطة بالساحة. مبدعون يعطرون سماء الطويشة الاحتفال الذي بدأ منذ الثانية عشرة وامتد حتى السادسة، تخللته فقرات فنية أبرزها ماقدمه الشاعر فيصل عبدالله خريف من شعر مسدار في حق كبر، بجانب الغناء الذي قدمه الفنان فتحي الماحي المشهور باداء أغنية «يابنيتى حسابك» الذي لطالما تغنى في المناسبات التي كان يقيمها عثمان كبر إبان فترة ولايته، كما كانت هنالك فقرة للفن الشعبي قدمها صلاح ابوحليمة.. هذا الى جانب الأداء الذي نال استحسان الحضور من الشقيقتين أروى وآيات محجوب جلقام الشاعر المرحوم، واللتين أتيتا من الخرطوم لتقديم البرنامج تقديراً للعلاقة الوثيقة لوالدهما بكبر فقرة 26 عدد فقرات البرنامج كانت 26 فقرة، حيث كان من المتحدثين فيه العمدة الحافظ علي محمود ممثلاً للجنة المنظمة، والتجاني سنين وزير التربية والتعليم السابق بشمال دارفور، ود نورالدائم مستور عن أهل الجزيرة أبا، والمهندس آدم حسن محمود عن رابطة أبناء شرق دارفور، والعمدة محمود عن البني حسين، وثابت العمدة باسم اهالي النيل الابيض.. الى جانب كلمة كتم من الجمري عبدالله، وكلمة مليط لوكيل الملك آدم عمارة، وكلمة ليوسف حقار المسؤول السابق لحركة تحرير السودان جناح مناوى بولاية الخرطوم، وسكان طويلة عنهم العمدة الهادي عبدالله. النظارة حاضرة الناظر الصادق ضو البيت ناظر عموم شرق مناطق شرق دارفور، المتمثلة في الطويشة، واللعيت، وأم كدادة وماجاورها، بعد أن أشاد بالحضور لتكبدهم المشاق والمشاركة في الاحتفال، أشهدهم على أنهم راضون عن الاداء الذي قدمه الوالي السابق عثمان كبر، وأبان أنه لم يقدم الخدمات للطويشة فقط، وإنما لكل مناطق ولاية شمال دارفور، وتعهد بتكريمه في الخرطوم.. موضحاً أن الاحتفالية تأتي عرفاناً لما قدمه من تعب وعرق للمواطنين، واختتم بقوله: نحن لم ولن نحيد عن سكتك و«محل مادخلت نحن معك» جرد حساب كلمة التجاني سنين وزير التربية السابق بولاية شمال دارفور خصصها للحديث عن مآثر وانجازات كبر، والذي قال فيه إنه كان يقابل الجميع بدون تمييز، وسرد موقفه مع سوزان رايس الامريكية عندما زارت الفاشر، واستضافة كبر للوفود من جميع أنحاء العالم، وعلاقته الوطيدة بمعسكرات النازحين بولايته، وموقفه إبان قرارات محكمة الجنايات الدولية، وتنظيمه لدورة سيكافا بفاشر السلطان، واهتمامه بجامعتها فضلاً عن مساعي الصلح بين البني حسن والرزيقات، واتاحته للأحزاب والحركات المشاركة الواسعة في حكومة الولاية معاذ لم يترك كبر أول مابدأ معاذ آدم جلال الدين الذي اشتهر بحبه لكبر وثنائه مثار حديث الكثيرين عنه، قال له مخاطباً «السيد الخليفة الراشد السادس» تكريمك ذكرني بتاريخ الإسلام الأول، فبمثل ما رافق سيدنا ابوبكر الصديق النبي صلى الله عليه وسلم، رافقت أنت الرئيس البشير ضد الصليبية، وتابع نتذكر كل الانجازات التي ذكرها الصحابي الجليل التجاني سنين، مشيراً الى أنهم كقيادات لقبيلة البرتي سيعملون على التعايش السلمي، وحسن الجوار مع كل القبائل القريبة منهم، وإزالة المسائل العالقة مع أهلنا الزيادية- حسب تعبيره- وختم بقوله سنتمسك بالمؤتمر الوطني مادام عمر البشير متمسكاً بالخليفة السادس عثمان كبر تفسيرات كبر والي شمال دارفور السابق عثمان كبر قال خلال مخاطبته حفل التكريم: إن الاحتفال له عدة قيم من بينها أنه أول تكريم منذ مغادرته لمنصبه، وأن شكل الفعالية تجاوز الأطر الجغرافية والسياسية والقبلية، لمشاركة القبائل والأحزاب حتى المعارضة، بجانب المناطق البعيدة، وأضاف أن مضمون احتفال التكريم رسالة، وفيه رجولة وثبات على المبدأ وعرفان ورد للاعتبار، مردفاً أن ما يميز هذه الاحتفالية أنها خالية من الغرض، وخاطب كبر أهل الطويشة قائلاً: كرمتموني في ظل إشاعات وعواصف لم تلتفتوا لها، وهذا التكريم دين لكم على في رقبتي.. وأضاف ربما يظن البعض بأن هناك غصة وحسرة لدي لأنني أعفيت لكنني بصراحة راضٍ كل الرضا عن ماتم، وفترتي التي مكثتها طيلة ال 12 عاماً لم تكن إلا لثقة القيادة وعلاقتي مع رئاسة الجمهورية والمؤتمر الوطني عسل على لبن، وأنا أعمل حالياً في مفاصل الدولة في تكاليف كثيرة، وليس في نفسي شيء وثابت على المبدأ، ولم تتغير قناعتي في الإنقاذ ولازلت ضد الحركات المتمردة، وأعمل لمصلحة المؤتمر الوطني لأننا لم نلتقِ معهم لمصلحة ذاتية.