كثيراً ما تحتاج نفوسنا لوقفة صادقة معها بمد يد العون لحظة توهان لمشاورتها باستلاف شخص آخر «لفك رموز الحيرة داخلنا» مما يجعلنا نحدث أنفسنا ونفكر بصوت عالٍ لإقناعها بفكرة ما رغم تشبثها بموقفها المضاد نحو تلك الفكرة متمنين أن تتفق النفسان على كلمة سواء ليظهر إطار الفكرة دون تشتيت ذهني. فنحن كثيراً ما نصاب بتخمة الهموم التي تتقازفنا وتقصف بنا رياح الهوان.. وترمينا في بحر من السخط بين مد الحقيقة وجذر الكذب لنرى دربين مختلفين في المحتوي والمعنى أحدهما يقودنا مباشرة إلى تقوى الله واتصالات علية بعد الإيمان بتيسير أمورنا.. والآخر يقودنا إلى هوى النفس مما يوقعنا في المحظور قولاً وفعلاً.. فتجدنا هائمين على وجوهنا حيارى.. تائهين رغم إظهار عكس ذلك.. ويبقى في النفس شيء من لو.. «الملاواة» هنا ما أحلاها حيث تظهر لنا في الشكوى وعدم الرضا.. فمهما تعالت قصورنا ونهلنا من العلم مراتب العليين.. تجدنا غير راضين عن ذاك العقل وتلك الراحة.. فهناك شيء دائماً ناقص ولو توفرت لنا كافة وسائل الراحة.. تجدنا نرجوها في حلم بعيد فتخرج من الدنيا بتوليفة متقاربة رغم اختلافها في الظاهر.. فلو آمنت نفوسنا واقتنعت بأن الله يأخذ منا بقدر ما يعطي.. لوصلنا لمصاف السعادة ولو بدرجة قليلة.. ولتبدلت آهاتنا وحسراتنا من زفرات حرى لشهقات راحة ورضا.. واختلاف نفوسنا إنما هو اختلاف مواقف بين القفز على المصاعب والمصائب برغم عظم شأنها أو الاستسلام للمشكلات البسيطة.. مما يجعلنا نقف عندها حائرين.. عاجزين عن حلها مما يزيد أشياءنا بعثرة. ٭ سوسنة إذا حار أمرك في شيئين.. فخالف هوى نفسك.