أقام معهد دراسات الإدارة العامة والحكم الاتحادي والمحلي بجامعة الخرطوم احتفالية متميزة بقاعة «الشارقة» تكريماً وتقديراً للبروف الخلوق «ميرغني حمور» في 25 نوفمبر 2015م المنصرم، وقد حضرها حشد من العلماء وطلاب الدراسات العليا والباحثون وسدنة العلوم الإدارية بمختلف نجاحتهم، بالإضافة إلى أسرة المحتفى به ورموز المجتمع الأكاديمي وغيرهم، هذا وقد تبارى الخطباء والمتكلمون وأجمعوا من خلال أحاديثهم على إبراز أهم المزايا والسمات التي يتمتع بها أستاذ الجيل «البروف حمور» في جميع المجالات الاجتماعية والثقافية والأكاديمية، ولكثرة ما أفاض به المتكلمون وما أوردته المنصة يمكن أن نختصر على ذكر البروف «أبو سن» أستاذ الجيل، والبروف الهادي عبد الصمد، ووكيل وزارة العمل الدكتور «كراوي» هذا وقد ركزوا جميعاً على غرارة علم البروف «حمور» وتوقفوا عند إصداراته التي صدرت مؤخراً وأهمها: 1. كتاب «القيادة المعاصرة وقضايا البناء المجتمعي». 2. قضايا تنموية وإدارة معاصرة. 3. حالات تدريبية في الإدارة وفي هذا الإطار ركز وكيل وزارة العمل الدكتور «كرداوي» على أهمية تجويد الطباعة، وكذلك مساهمة الوزارة في طباعة وإخراج كتب البروف «حمور» في المراحل القادمة. معرفتي بالبروف حمور: أما أنا فقد تعرفت على البروف «حمور» في مكتب البروف «محيي الدين صديق» مدير عام أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 2000م بعد أن تم استيعابه في الأكاديمية بدرجة «أستاذ مشارك»، وصادف ذلك إعفائي من وزارة «شؤون الحكم والإدارة» بولاية نهر النيل، وكنت أحمل يومها من المؤهلات درجة الماجستير في الإدارة العامة وخبرة سبعة وعشرين عاماً في مجال الحكم المحلي واللا مركزي، ومساهمات عديدة وكتابات في مجلة «الحكم الاتحادي» وغيرها، ومشاركات في حركة المجتمع السوداني، سياسية وثقافية ونقابية، ثم ألتقيت به أيضاً محاضراً ومدرباً في برنامج تدريبي، فأدركت أنه رجل عفيف ومتنامي، حيث تنازل عن استحقاقه للأكاديمية، الأمر الذي جعلني كمشرف علمي على البرنامج أخطر الإدارة بذلك، وأن أخط خطاب شكر للبروف «حمور» وتوريد المبلغ لخزينة الأكاديمية، ثم من الجانب الآخر، عرفته أستاذاً منفعلاً بقضايا الحكم المحلي من خلال تعقيبه على مقال نشر بجريدة الأيام للأستاذ «محمد إبراهيم نقد» رحمه الله، حول «نيفاشا والدعوة لحكم محلي نموذجي»، وقد عقبت أنا أيضاً على مقال البروف «حمور» بنفس صحيفة الأيام ونفس عنوان المقال، «نيفاشا والدعوة لحكم محلي نموذجي» بتاريخ 2006/1/5م وتعرفت على مثاليات «البروف حمور» أكثر بعد أن ألتقيت به في العديد من البرامج التدريبية، وقد أشتركت في كثير من البرامج تحت إشرافه العلمي فيما يختص بالبرامج التدريبية في مجال «الجودة الشاملة»، فما لاحظت فيه إلا تهذيباً وتسامياً على سفاسف الأمور، واحتراماً للرأي الآخر، وهو في هذا المجال ابن بيئته وأسرته وسليل البهاليل من آل حمور في الولاية الشمالية. ثم ماذا بعد التكريم: يجب أن يكون تكريم البروف «حمور» منطلقاً لأنشطة عديدة في مجال الفكر الإداري المتطور، وأرى أن يكون هناك مجلس لتنظيم المهن الإدارية، على شاكلة مجلس تنظيم المهن الطبية والهندسية والموسيقية والقانونية وذلك حماية للخدمة المدنية.. من التدهور وتحديد من هو الإداري المهني، ويدعم ذلك أن هنالك العديد من كليات الإدارة العامة في الجامعات وأكاديميات التدريب المختلفة، وأن الإدارة هي مفتاح التقدم والتنمية لأي دولة وسينتهي إلى الأبد ما يعرف بسياسة التمكين التي أدخلت السودان في نطاق ضيق يحاول أن يخرج منه ولن يستطيع إلا بشق الأنفس. ومن الجانب الآخر لا بد أن يكون هناك «سجل» لحملة درجة الدكتوراة حتى لا يكون المجال مفتوحاً لكل من هب ودب، وفي هذا الإطار يتم الحصر لمعرفة الصحيح من الزائف، وعلى وزارة العمل بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن يتم تحت إشراف الوزارتين تكوين لجنة لمعالجة هذه الإشكالية، وعلى السيد وزير العمل تصدر زمام المبادرة، كما أنه من المهم أن يصاحب ذلك نشاط فكري من أساتذة الإدارة من خلال منتدى علمي يمارس نشاطه لمعالجة القضايا الفكرية والإدارية التي تهم البلاد وتسهم في حل المشاكل التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأهم من ذلك كله أن يكون هنالك اهتمام ورعاية وتكريم لقدامى الإداريين المتمزين في المجالات الإدارية المختلفة، وأن تجد شريحة الباحثين والعلماء أمثال البروف «حمور» وغيره والوضع اللائق والرعاية الحميمية من أهل الشأن. لقد كان الحضور مميزاً من العلماء والباحثين وطلاب الدراسات العليا، ولا يؤثر عدم حضور «أهل الشأن» فلكل غائب عذره، هذا وقد توفق القائمون بأمر ترتيب «الاحتفالية» وأبدعوا وكانت المنصة ملتزمة بتوزيع الفرص بعدالة ولم تتجاوز أحداً، وهنا تم إفساح المجال للعالم «المتقن» البروف «حمور» فشكر الحاضرين وأثنى على مجهوداتهم، ثم كان ترتيل القرآن الكريم المسك الخاتم. مركز الخبراء الوطنيين للتنمية الإدارية