٭ تصاعدت الأوضاع بصورة دراماتيكية في حاضرة ولاية غرب دارفور مدينة الجنينة (دارأندوكا)، أمس وتطورت بشكل غير متوقع، وحدث ماحدث من تهجم على منزل الوالي وأمانة حكومة الولاية. ٭ فالأحداث قد سبقت يوم أمس العصيب، إذ حبست دار اندوكا أنفاسها، عقب مقتل مواطن من عشيرة بعينها قرب منطقة (مُلي)، وتذكيراً بتاريخ المنطقة فإنها كانت إحدى المناطق التي انطلقت منها شراراة التمرد قبل أكثر من عقد من الزمان.. وتوجهت أصابع الاتهام بشأن مقتل الشاب إلى عشيرة أخرى وهو أمر تكرر مئات المرات في دارفور. ٭ لكن قد يتساءل سائل ما السبب في إقحام الحكومة هذه المرة؟ ولماذا تم الزج بالوالي د. خليل عبد الله شخصياً؟ فالتهجم على أمانة الحكومة وإحداث تخريب فيها بواسطة البعض ومن ثم التعدي ومحاولة تخريب بيت الوالي يتجاوز الغضبة على مقتل مواطن ومهاجمة قرية ملي وتشاحن طرفين. ٭ كان واضحاً استثمار جهات لأجواء مقتل الشاب، بهدف النيل من الحكومة وتحديداً الوالي، خاصة وأن الشرطة عقب عثورها على جثة القتيل اتخذت إجراءاتها، وقامت بفتح بلاغ وبدأت تحرياتها حول الحادثة. ٭ كان وصول خليل إلى منصب الوالي خصماً على مجموعات بغرب دارفور، ظلت تسيطر على مقاليد الأمور، وتتمدد مصالحها ومساحاتها على حساب الغالبية وهي مجموعات تتشابك مصالحها وتترابط وشكلت دولة عميقة في الجنينة. ٭ كانت واحدة من أبرز الملفات التي أنجزها خليل ضبطه للمال العام، وهذه الخطوة تشمل حتى المتعاملين مع الولاية في مجال المشروعات و العطاءات.. والجميع يعلم أن أي محاولات إصلاح وتغيير تجابه بعراقيل من جهات ومجموعات تتضرر مصالحها. ٭ استثمرت الأطراف التي تضررت مصالحها وأغلق خليل (بلوفة العضة) أمامها، حادثة مقتل الشاب وحاولت إظهار الحكومة في ثوب الضعف من خلال هز هيبة الدولة وإرخاء قبضة سطوتها من خلال تحريك مواطنين من مناطق خارج الجنينة إلى داخل المدينة بغرض إحداث أعمال العنف التي وقعت. ٭ الأوضاع في غرب دارفور واضحة للعيان، والحقيقة بائنة، فأي تغييرات يجريها الوالي على مستوى الوزارات أو حتى المناصب القيادية تقابل بغضبة غير مبررة، وتسمع على إثرها تصريحات نارية من البعض وتهديد ووعيد. ٭ د.خليل أمامه تحدي، ليس من العناصر التي تتبع للحركات المتمردة وتستثمر هي الأخرى في كل حادثة عارضة تقع بالولاية مثل مشكلة إضراب المخابز، بل أمامه تحدي من أطراف أخرى تتحرك في الظلام. ٭ دون شك لم تستوعب جهات بغرب دارفور أن اللعبة تغيرت وأن عجلة الزمان لا ترجع للوراء، وأن الحكومة غيّرت سياساتها، حيث أضحت الولايات تُحكم من غير أبنائها. ٭ بكل تأكيد ندين عملية القتل وندين كذلك الاستثمار في الأزمات.