٭ الطرفة المتكررة والتي تقول إن فرد التأمين بباب المستشفى رفض دخول وزير الصحة، وقال له إنت بالذات قالوا لو جيت ماتدخل، تذكرتها وأنا أتابع الاحتجاجات التي حدثت بحاضرة غرب دارفور مدينة الجنينة. ٭ احتجاجات «دار أندوكا» كانت بسبب توقف المخابز بعد منع هيئة الغابات استخدام الحطب والفحم في صناعة الخبز، وقد أصيب ثلاثة طلاب في الاحتجاجات.. لفت انتباهي أن حكومة الولاية قامت بخطوة تستحق التقدير والتصفيق «ما زي تصفيق نواب البرلمان في القاسية والهينة».. حيث قامت باعتقال مدير الغابات. ٭ وبرر معتمد الجنينة الطاهر بحر الدين الخطوة لعدم تعاون المدير مع السلطات في القضية.. بل إن المعتمد اتهم المدير بالحدة والتشدد في تطبيق قرارات منع الحطب.. نكرر كان قرار الاعتقال موفقاً، ومدير الغابات يشدد في تطبيق القرار دون مراعاة لظروف الولاية والتي يكاد يكون استخدام الغاز لا يتعدى 2%. ٭ كثير من المسؤولين أمثال هذا المدير يتصرفون بطريقة ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر ماري أنطوانيت، والتي تنسب لها المقولة المشهورة إذا لم يكن هناك خبز للفقراء، دعهم يأكلون كعكاً.. دون مراعاة لطبيعة المنطقة وظروف مواطنيها وطقسها الإجتماعي. ٭ قرار مدير الغابات جهجه والي الولاية د.خليل عبد الله والذي كان بالخرطوم لحظتها وقام بمقابلة وزير رئاسة الجمهورية بالإنابة ومدير الهيئة القومية للغابات، فيما ظلت لجنة أمن غرب دارفور في حالة انعقاد.. بينما اجتمع معتمد الجنينة باتحاد المخابز وتم رفع الإضراب. ٭ انظر عزيزي القارئ لتلك التحركات بين الخرطوم ودار أندوكا، بين الوالي وأعضاء حكومته، بسبب قرار يفقتر للحكمة من رجل مسؤول من هيئة محترمة، فكان طبيعياً أن تستغل جهات ذلك الموقف وتقوم بتحريك أكثر الفئات حماسة وهم الطلاب.. وأشارت أصابع الاتهام إلى أن معلماً له انتماء سياسي وراء الأمر. ٭ جهد كبير أنفقته حكومة غرب دارفور لطي الحادثة، وخسائر حاقت بمؤسسات حكومية، لكن رُبّ ضارة نافعة، فقد وضح جلياً أن هناك حكومة تصدر قرارات شجاعة وتتعامل بمسؤولية غير متوقعه. ٭ رغم أن إيقاف القطع الجائر قرار رئاسي، لكن بكل حال كما أشرنا أعلاه أن القرارات يراعى في تنفيذها كثير من الجوانب، فضلاً عن أن الأوضاع بولايات دارفور تستحق أن ينظر لها بشكل استثنائي، خاصة وأن دارفور عامة الآن في مرحلة التعافي من الحرب، بل إن ولايات فيها، مثل «غرب دارفور» منفعلة أكثر من انفعال المركز. ٭ اعتقال مسؤول الغابات من قبل حكومة غرب دارفور إحراج لبقية الولايات وقبلها إحراج للمركز الذي يتعامل مع بعض القضايا بكثير من «الطبطبة». ٭ إلى الوالي د. خليل عبد الله، أهمس في أذن المركز بالعبارة التالية «كثير من المسؤولين يستحقون الاعتقال» .