كثرت الشائعات على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة الجنينة والتي راح ضحيتها عدد من الأشخاص، الأمر الذي أقلق المواطنين والمهتمين داخل وخارج السودان، ودفع الجهات الرسمية والشعبية للوصول إلى هناك لتهدئة الوضع ومعالجة جذور الأزمة. مطلوبات وتدابير: ولوضع الرأي العام أمام الحقائق، قال سلطان المساليت سعد بحرالدين رئيس مجلس تشريعي السلطة الإقليمية لدارفور في اتصال هاتفي مع «آخرلحظة» قمنا بعمل ومجهود أهلي كبير، مشيراًَ إلى أن التدابير التي يفترض أن تقوم بها الدولة هي حماية المواطن والسوق وإقامة بعض النقاط بمداخل المدينة حتى لاتتكرر مثل هذه المشاكل مستقبلاً. نزوح جديد: وأبان أن الأحوال الآن هادئة ولاتوجد مشكلة إلا من المتفلتين، مشيراً إلى أن هنالك نزوحاً جزئياً من القرى حول منطقة ملي، بجانب نزوح آخر من قرى العودة الطوعية حاولو أن يدخلوا تشاد للمرة الثانية، وجزء منهم دخل والجزء الآخر احتمى بفرقان الرحل وتابع ولقد «حموهم الحمد لله ، وإن شاء الله الأمور تعود كما كانت». ضعاف النفوس والاستغلال: وأضاف السلطان قائلاً «الطرفان كلهم في منزلي منذ الصباح، عرب و مساليت قاعدين في مكان واحد يضحكون ويتونسون والقبائل العربية معظمهم أتوني الصباح وكذلك قيادات المساليت»، وأردف «حالياً مافي حاجة»، والمشكلة هي نزوح الناس ودخولهم أمانة الحكومة وقيام آخرين باستغلال وجود النازحين داخل المدينة، وقد قاموا بحرق الأمانة وبيت الوالي، وزاد «الفترة طالت حقيقة في ذلك اليوم لأن الناس كانوا منتظرين منذ التاسعة صباحاً حتى الخامسة التي تم فيها الحريق»، و بعض ضعاف النفوس استغلوا موقف النازحين هذا، وأججوا هذه الفتنة. الأطراف تحتمي ببعضها البعض وقال لاتوجد مشكلة بين القبيلتين ويدلل على ذلك أن المواطنين الذين نزحوا من قرى العودة الطوعية و احتموا بفرقان العرب، مضيفاً أن هنالك لجنة تحقيق قادمة من المركز وأن الناس منتظرين لجان التحقيق، ومعظم القتلى قتلوا داخل المدينة أثناء المظاهرات، وبالتالي العدد كله 13 من الطرفين، وعلى لجنة التحقيق أن تفصل فيمن قتلهم، ثم إلزام الجهات التي قتلتهم بتسوية الأمر: السلطان يتهم أيادٍ خفية: وأكد سلطان المساليت أنه في إطار العلاقات الاجتماعية والتواصل بين الناس، معظم القبائل موجودة هنا في الجنينة وداره، وتابع بعض الأفراد- فقط المنتسبين للقبائل- هم من يهددون الأمن هنا وهناك، وزاد أنا أريد أقول كلام «بالضرورة على الأجهزة استصحابه..لأنه تأكد لي بما لايدع مجالاً للشك أن هنالك طرفاً ثالثاً يعمل لإحداث فتنة بين العرب والمساليت، تأكد لي تماماً ذلك ونحن لانسمح بان تحصل مشكلة بين القبيلتين المتعايشتين مهما كان، وبالتالي أنا أحذر ضعاف النفوس من استغلال التوتر الموجود حالياً وتأجيج الفتنة بين القبيلتين». رسالة للأهل: وأردف: التعايش بين القبيلتين أنا أكثر شخص ممكن أقيمه، وبالتالي هذه مناسبة أنا أشكر فيها كل المكونات، المساليت والعرب، بأن استجابوا لندائنا في وقف الخلل والاضطراب، ونقول لهم استمروا في هذا الهدوء وعودوا إلى ماكنتم عليه». في غضون ذلك قال الأستاذ محمد يوسف التليب وزير رئاسة مجلس السلطة في تصريح ل«آخرلحظة» أمس: نحن وصلنا إلى الجنينة في وفد ضم أربعة وزراء من السلطة الإقليمية لدارفور، بينهم رئيس مفوضية الإعمار»، مضيفاً أنهم التقوا بالوالي واستمعوا للسلطان سعد بحرالدين، و«زرنا المؤسسات وطمأنا المواطنين وسرنا باتجاه التهدئة». وأضاف الآن الأوضاع هادئة، وإن كان لا بد من رسالة، فإني أوجهها لأهلي في غرب دارفور بأن يحافظوا على النسيج الاجتماعي، وأن يبتعدوا عن الأجندات وأن لايسمحوا للأيادي الخفية بالاستفادة من التوترات في المنطقة. مشيراً إلى أن الموجهات التي أتوا بها في اتجاه عودة النازحين واللاجئين والتنمية بجانب المصالحات. لجنة تحقيق ولائية تباشر العمل: إلى ذلك قال الأستاذ عبدالله مصطفى وزير الإعلام بولاية غرب دارفور في حديثه للصحيفة، إن الولاية شكّلت لجنة تحقيق وباشرت عملها، كما أن هنالك لجنة أخرى قدمت من المركز. وتابع: جلسنا مع الطرفين، وكانوا متجاوبين وكلامهم طيب جداً وأدانوا ماحدث»، مضيفاً أنهم التزموا بحل المشكلات، والآن الأمور عادت إلى طبيعتها.