حديث وزير البيئة حسن هلال عن اختلاط الصرف الصحي مع المياه، لا سيما في المناطق القريبة من النيل أعاد الى الأذهان الحديث عن تلوث المياه الذي أثار ضجة كبيرة في العام 20102011م وذهب الوزير لأبعد من ذلك عندما قال: إن مايوجد من أمراض سببه الاختلاط بين مياه الشرب والصرف الصحي،. ففي يونيو من العام 2010م أقر مدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم وقتها المهندس خالد حسن إبراهيم، بوجود تلوث في مياه النيل، فضلاً عن وجود تغيرات في المياه الجوفية.. حديث والي الخرطوم السابق عبد الرحمن الخضر، لم يكن ببعيد عن حديث مدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم، الذي اعترف بوجود تلوث بكتيري بمياه الشرب، لكنه جزم بأنه غير ضار لصحة الإنسان. في ديسمبر من العام 2014م اعترفت ولاية الخرطوم ضمناً بتصريف المخلفات البشرية مباشرة في نهر النيل، وعلى خطورته فهو اعتراف ليس بجديد، وسبق أن أعلنت مياه الخرطوم عام 2010 عن تلوث مائي بالولاية، نوَّاب مجلس تشريعي ولاية الخرطوم كانوا قد تقدموا بمسألة مستعجلة لوزير البنى التحتية بالولاية، دكتور أحمد قاسم، الذي استجاب للمسألة المستعجلة وقدم رده عليها، ثم انتقد النواب رده واعتبروه غير مقنع. خطر كبير من جهتها أعلنت هيئة حماية المستهلك بمخاطبة وزير البيئة لتحديد المناطق التي بها اختلاط مياه الصرفي بمياه الشرب، وقال رئيس جمعية حماية المستهلك د. نصر الدين شلقامي في حديثه ل (آخر لحظة) نطالب وزير البيئة حسن عبد القادر هلال بتشكيل فريق خبراء مكون من وزارة الصحة والبيئة وحماية المستهلك، للتقصي من تلك المعلومات، واصفاً الأمر بالخطر الكبير ويستحق وقفه وتحرك سريع. مهددات صحية وفي وقت سابق كشف المستشار البيئي بمجلس الوزراء بروفيسور تاج السر عبد الله عن مهددات لصحة الإنسان حددها في التغيير النوعي لمياه الشرب بسبب الصرف الصحي(السبتنق تانك) غير الآمن، واعترض على اتباع نظام السبتنق تانك، ووصفه بالأسوأ في العالم، وأبان أنّ إحدى الدراسات أثبتت وصول الملوثات لعمق (220) متراً في مياه الشرب.. وأشار إلى وجود الكثير من المناطق السكنية التي تتحصل على مياه الشرب من آبار لا توجد عليها رقابة، إضافة إلى إصابة (20) طفلاً يومياً في أعمار ما بين( 14-12 ) عاماً بالفشل الكلوي، بجانب زيادة ملحوظة في الإصابة بمرض (الزرقة) لدى الأطفال نتيجة لفقد ثاني أكسيد الكربون، بما يسبب الموت الفجائي. لا تلوث وبالمقابل نفت هيئة مياه ولاية الخرطوم في مايو من العام الماضي حدوث أي تلوث في مياه الشرب بالولاية، واعتبرت ما يثار حول هذه المسألة عارياً من الصحة، وفندت الادعاءات المتكررة حول اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي. وأبانت أن مياه الشرب موجودة في أعماق تصل إلى 340 قدماً بعكس آبار السايفون التي لا يتجاوز عمقها 30 قدماً. وقالت مديرة إدارة المعامل بالهيئة سامية أبو: إن المياه تتم تنقيتها على مراحل متعددة آخرها مرحلة الكلورة، مشيرة إلى أن الكلور يقضي بنسب متفاوتة على الأحياء المائية، نافية تلوث المياه بالبكتريا وتساءلت:(من أين تأتي البكتريا والمياه تخضع للكلورة؟)، موضحة أن أي تلوث يمكن إزالته بالكلورة، واعتبرت أن المياه المنسابة في شبكات المياه مؤمنة من التلوث، وتخضع للفحص على مدار اليوم قبل ضخها في المواسير، وأشارت ابو الى إن الهيئة تستخدم مادة (البولي ألمونيوم كلورايد) ذات الجودة العالية لترويق المياه، مبينة أنها تمتاز بمواصفة عالية ومجازة عالمياً، وأن نسبة الكلور فيها عالية، وكشفت سامية أن الملوحة الموجودة في المياه في عدد من المناطق لا تؤثر على صحة الإنسان، مشيرة إلى أن الفحوصات التي تقوم بها معامل الهيئة تشير لعدم وجود ضرر يترتب على الإنسان، وأبانت أن نسبة الملوحة في مياه النيل تساوي120 مليجرام/ اللتر وأن المسموح به عالمياً يصل ل(1000) مليجرام/ اللتر. تحذيرات السفارة البريطانية لم تكن أول من دق ناقوس خطر تلوث مياه الشرب في الخرطوم، عندما أطلقت تحذيرات في تعميم وجهت من خلاله موظفيها بالخرطوم بعدم استعمال المياه لأغراض الأكل أو الشرب أو الاستحمام، وعزت الأمر لاختلاطها بالصرف الصحي، وحتى اليوم لم تصدر السفارة بياناً يوقف العمل بالتعميم الأول. مادة مسرطنة وقطع الخبير في مجال المياه، دكتور تاج السر البشير في حديث سابق له بوجود مادة مسرطنة توقع أن يكون مصدرها المخلفات التي تنزل إلى النيل الأبيض جنوبي الخرطوم. بمنطقتي أبو آدم واللاماب. انتهاء الصلاحية الخبير الكيميائي د. جلال الدين محمد ابراهيم أوضح أن التلوث دائماً يكون في المياه السطحية، وليس الجوفية وقال: إن الخرطوم عائمة في مياه سطحية ملوثة، وأرجع تلوث المياه الى أن الشبكة القديمة (الاسبستوس) هي شبكه ممنوع استخدامها في كل العالم، لأنها تمتص مواداً سامة نتيجة لتعلق البكتيريا بها، ومن ثم تسرب غازات الأمونيوم السام الى المياه، أضاف في حديث ل (آخر لحظة) أن أغلب أحياء ولاية الخرطوم موصلة بهذه الشبكه، لذلك فالتلوث يوجد في المناطق التي بها شبكات قديمة منتهية الصلاحية، ونادراً ما يوجد تلوث لمياه الشرب في الشبكات الحديثة.. وأردف أن شبكة الصرف الصحي بالعاصمة المثلثة أنشئت في منتصف القرن الماضي وعمرها حالياً 65 سنة . توضيحات الهيئة بدوره قال مدير هيئة الصرف الصحي بالخرطوم معتصم عثمان في حديثه للصحيفه إن تصريحات وزير البيئة فُهم خطأ، وهذا الأمر لا يعنينا في شيء.. موضحاً أن المناطق التي تحدث عنها الوزير ليس بها صرف صحي، وأضاف أن حديث الوزير حول الصرف الصحي نال إعجابهم، وأعرب عن أمله في أن يعمل به ويتم توفير التمويل لعمل صرف صحي بجميع أنحاء الولاية.