كثيراً ما نمر سريعاً على العبارة المتداولة «ليس من رأي كمن سمع».. وتبدو إلى حد كبير استهلاكية، لكن شعرت بقيمتها وأنا أقف في آخر نقطة حدودية تنتهي عندها حدود البلاد مع دولة الجنوب من جهة ولاية النيل الأبيض - على الأقل في الوقت الراهن - وذلك أن الجنوب تغول على أراضينا واحتل بعضها بشهادة والي النيل الأبيض د.عبد الحميد موسى كاشا، والذي ظل يلاحق المركز من أجل أن يقف على طبيعة الأوضاع بمحليتي الجبلين والسلام، حسبما كشفت وزيرة الرعاية مشاعر الدولب، والتي استجابت لمطلب كاشا وقادت وفداً كبيراً وصل حتى الحدود، بل مشاعر حرصت أن تقف عند إطار شاحنة قديم ومجموعة من الطوب كان يرفرف بالقرب منها علم البلاد، وبالعين المجردة كنا نرى علم دولة الجنوب في الجانب الآخر. جودة:أسامة عبد الماجد قافلة دعم: لبت الحكومة مناشدة بحر أبيض، خاصة وأن هناك معاناة حقيقية لن يعرفها إلا من يزور المنطقة.. بدأت الزيارة بحاضرة الولاية ربك، حيث شهدت الوزيرة والتي كان برفقتها وزيرة الدولة بالصحة سمية أكد ، مفوض العون الإنساني أحمد محمد آدم ، معتمد اللاجئين حمد الجزولي ، د. نائب أمين عام الزكاة بله الصادق وممثل لتأمين الصحي وأخرين. تعيش (650) أسرة سودانية عائدة من دولة الجنوب جراء الحرب، أوضاعاً قاسية، حيث يقيمون في قرية «جودة الجديدة» والتي تبعد نحو(3) كيلومترات من الحدود مع الجنوب، بعد أن اضطرتهم الحرب لمغادرة جودة الفخار السودانية والتي احتلها الجنوب، وقد أكد كاشا عدم التنازل عن كل شبر من أرض الوطن وحماية كافة مواطني الولاية الموجودين في المواقع الحدودية مع الجنوب. وجدّد كاشا التزامهم بتوجيهات الرئاسة الخاصة بالتعامل مع اللاجئين الجنوبيين كمواطنين، ولكن ليس على حساب المناطق المستضيفة. وقام المركز بتقديم دعم عاجل لهم عبارة عن مؤن غذائية وإيوائية وأدوية، وقد ترآى للبعض أن الدعم المقدم للجنوبيين الذين يقيمون في معسكرات بمحليتي الجبلين والسلام بينما هولاء تتابع شؤونهم منظمات أممية بواسطة الهلال الأحمر السوداني لكنه للسودانيين العائدين. كانت وزيرة الرعاية أول مسؤول اتحادي يزور المنطقة، ولذلك كال لها كاشا المدح، وفي قرية جودة التقت بالعائدين واستمعت لمشاكلهم وأعلنت عن تسليم حكومة النيل الأبيض مبلغ (4) ملايين جنيه فوراً، لإقامة مشروعات إنتاجية بالمنطقة، ومليون جنيه مساهمة من ديوان الزكاة لمعالجة مشكلة تعثر المزارعين، خاصة وأن جل العائدين يمتهنون الزراعة، بجانب تقديم ماكينات صناعة الطوب لتطوير المنطقة، والالتزام بتشغيل المراكز الصحية وتقديم خدمة التأمين الصحي. الجانب الصحي: تعاني المنطقة من انعدام الخدمات الصحية وقد افتتحت الوزيرة مشاعر في مجالات المياه والصحة والتعليم التي نفذتها مفوضية العون الإنساني، ولذلك كان مهماً وجود وزيرة الدولة بالصحة سمية، والتي أعلنت عن توفير كل الأجهزة والمعدات الطبية ل(5) مراكز تم إنشاؤها بالمنطقة في غضون أسبوعين، توفير وحدة صحية عاجلة، تأهيل مستشفى الجبلين مع إسعاف، بناء مركز صحي، تمويل تدريب قابلات مع توظيفهم وتوفير معدات المهنة، توفير العلاج المجاني للملاريا والدرن، تأهيل مستشفيات الولاية وإنشاء معمل ومركز تشخيصي. شرطة على الحدود: أكدت مشاعر الدولب، التزام وزارتها بتقديم الخدمات اللازمة لرئاسة محلية الجبلين ومناطق العائدين، والقيام بالتدخلات اللازمة مع حكومة النيل الأبيض والشركاء وديوان الزكاة، لأجل تقديم الخدمات كافة للعائدين من الجنوب، لكنها طالبت بتجميع العائدين بمنطقة محددة لتسهيل عملية تقديم الخدمات الضرورية لهم في المجالات كافة، وهو الأمر الذي تعهد بتنفيذه معتمد الجبلين موسى الصادق بتجميع العائدين السودانيين في قرى بعينها. وكانت وزيرة الرعاية دشنت مركز شرطة على نقطة الحدود مع دولة الجنوب، كما أن اللافت في الزيارة وقوفها على معسكر للجنوبيين وحظيت بترحاب وحفاوة حتى أن امرأة جنوبية احتضنتها وألبستها زيّاً جنوبياً، وطوقت جيدها ب«سلسل» من «السكسك والخرز» وواحد مثله للوزيرة سمية أكد. ولكن من يطوق جيد الحدود بسلاسل التحرر ومن يطوق جيد العائدين السودانيين بمزيد من الخدمات؟!!