شعيرة الزكاة من أركان الإسلام الركين تمثل تطهير الوضع المادي للمسلم وهي تسلم إما عن طريق الحكومة التي تأخذها من أغنياء المسملين والمتمثل حالياً في ذوي الدخل العالي بالمرتبات ورجال الأعمال والشركات الخاصة والخ.. ومن المصادر التقليدية من أصحاب الأنعام والزروع.. وحتى الأراضي والخ.. وتدفع لمستحقيها المضمنة في الضرائب والسنن.. ولكن تجديد وتطوير الفقه صار أمراً ضرورياً لصالح الإسلام والمسلمين أولاً.. ولتأكيد مواكبة الإسلام لكل العصور. أسوق كل ذلك وفي مخيلتي التجربة الجديدة بالتوقف عندها كي تمضي للأمام.. وتتطور إلى الأحسن وذلك عندما تفاجأنا بمعرض الخرطوم الدولي بمشاريع تجفيف الفقر وهي في إطارين، إما مشاركات في مشاريع إنتاجية من خلال مجموعات أو تسليم مشروع لأسرة أو فرد بعد دراسة من القاعدة الاجتماعية بلجنة الزكاة في الأحياء. هذا الموضوع إذا كان بالمحليات من دون تدخل أي جهات تدعي الأحقية.. أو المعرفة.. أو الأولوية في تنفيذ هذه الأمور.. لو ترك ديوان الزكاة أن يعمل بحرية في إطار تجربته ويستفيد أو كل فترة يخضعها للتقويم كشراكة بين ديوان الزكاة من جانب.. والقاعدة المجتمعية أو لجانه بالأحياء من جانب آخر.. من المؤكد سوف تكون هناك نقلة نوعية بالمجتمع وتخرج كثير من الأسر الفقيرة والمعدومة إلى دائرة الإنتاج والمساهمة في دفع الزكاة بعد أن كانت متلقية. نماذج الخروج من دائرة الفقر خاصة تلك التي تتمثل في معاول التجارة كالمطاعم والكوافير والمحركات «ركشات- ركشات نقل بضائع» ومعدات بيع الخضار والحدادة والتجارة.. بل حتى المساهمة في تشجيع أصحاب المواهب في اختراع أشياء مفيدة في الصحة والفلكلور.. وكان نموذج حنان التي استخلصت من الطلح علاجات وعطوراً.. والكثير المثير والمدهش في تجربة ديوان الزكاة بولاية الخرطوم من خلال أعمال العام الذي أقيم بمعرض الخرطوم ببري.. كثير من الأمور المفيدة تخفيها السلبيات الكبيرة المتمثلة في جهاز الدولة نفسه الذي ينهش أعضاءه ويكبلها بسياساته الموجهة حيناً والمطبات التي تدخل فيها فتلجأ لأسهل الحلول لأي ضائقة تمر بها.. حبذا لو ترك الديوان بسياساته التي وضعها وأضافت لها الدولة من عندها أو تركت لها تنفيذ مشاريعها من خلال ميزانيتها. وليت الديوان قيم التجربة واستحدث وحدة جباية للمشاريع التي قدمها في انتشال الأسر من الفقر والمشاريع الإنتاجية الجماعية الأخرى.. لتقوم بصرف هذه الأموال في نفس الإطار وتدعمها من مال الجبايات الأخرى. مرة أخرى أتركوا ديوان الزكاة يعمل في إطار تجديد وتطوير المواعين التي تنقل المجتمع من تلقي المعينات إلى الإنتاج عبر تلك النماذج من المشاريع المفيدة.