قال الدكتور معتصم جعفر ..رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم ..في أعقاب الأحداث التي صاحبت قمة نهائي كأس السودان ..أن الأمر بات خطيرا جدا ويستوجب التدخل الفوري من قبلهم! وأعتقد أن حديث الدكتور وإن جاء متأخرا بعض الشئ ..إلإ أنه يعني الكثير ..ويشير إلى أن ما حدث في قمة نهائي كأس السودان وقبلها قمة نهائي الدوري الممتاز ..حرك ساكن الإتحاد العام إزاء التفلتات الجماهيرية! البحث عن حل آخر غير القانون لا يجدي بكل تأكيد ..لأن المبادرات ومهما كانت مثاليتها ودعوتها لتنقية الأجواء ..فهي لا تقود إلا لتهدئة وقتية سرعان ما تعاود الأحداث المؤسفة دورانها وبصورة أفظع من المرات السابقة! هناك مواد بالقوانين ..واللوائح تقبع بإطمئنان بأدراج المسئولين بالإتحاد العام ..وهي تماثل المومياء الفرعونية في السكون ..لها قيمتها ..ولكنها لا تقدم ولا تؤخر!! تنفيذ مواد القانون التي تحاسب المتفلتين ، وتحجم الفوضى موجودة ..ولكنها بكل أسف مواد للإستهلاك فقط ..ولا مكان لها في واقع الأحداث إلا بالنذر اليسير!! كما أن توجيهات الفيفا الصارمة إزاء كل ما يخرج عن الروح الرياضية أيضا في متناول يد أهل الإتحاد العام ..وهم لا يستفيدون منها لحماية اللعبة..بل يكتفون بالتلويح بعصا العقوبات ..والتشدد ..ومحاربة الفوضى ..وما إلى ذلك من عبارات لا تصلح لإصلاح الحال المائل! أذكر أنه وخلال مباريات تصفيات أوربا المؤهلة لنهائيات الأمم الأوروبية ..وأثناء مباراة تجمع بين منتخبي إيطاليا ..وصربيا ..بدت من الجمهور الصربي تصرفات خرقاء ..وممارسات لا تمت للرياضة بصلة! هنا ..إستفاد حكم اللقاء من التفويض الممنوح له من قبل الفيفا ..فأوقف المباراة ..وسحب الفريقين من أرض الملعب لحين هدوء الأحوال وكف الجمهور الصربي عن إحداث الشغب! توقف الصرب للحظات ..عاد فيها لاعبو المنتخبين إلى ارض الملعب ..وباشر الحكم المباراة ..سرعان ما عاد الصرب مرة أخرى لإحداث الفوضى بالمدرجات ..فما كان من حكم الجولة إلا وأن يعلن صافرة ختام المباراة بعد تدخل المسئولين بالإتحاد الأوروبي الذي أيدوا قرار الحكم! تضرر المنتخب الصربي من تصرفات جمهوره الخرقاء ..حيث أعتبر خاسرا تلك الجولة ..بجانب حرمانه من اللعب بالجمهور ..وغيرها من العقوبات التي أوقعت على المنتخب الصربي بفعل ما اراتكبه جمهوره من حماقات! هذه التوجيهات وغيرها بإمكانها إيقاف عبث المدرجات بدلا عن التلاوم والبحث عن الإسباب والمبررات ..وما إلى ذلك من حلول هي بمثابة الطعن في ظل الفيل!! وقد أفادنا الأخ الصديق محمد سيد أحمد رئيس لجنة الحالات السالبة بالإتحاد العام أن هناك أجراءات مشددة ستطبق في مقبل الأيام ..وهو ما نرجوه ..ونسانده بقوة ..حتى تعود لملاعبنا عافيتها ونقائها! أما إسناد الأمر برمته للاعلام ..فهذا أمر لا جدال فيه ..حيث لعبت بعض الصحف الرياضية ذات الصبغات الجهوية ..دورا مؤثرا في اختناق الأجواء ..وقادوا الجماهير إلى التصرفات الرعناء بكتابات وأخبار ساقطة لم تجد الردع من قبل المسؤولين بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات! وقد سبق لنا أن أرسلنا تحذيراتنا المتكررة للأساتذة الأجلاء بالمجلس القومي للصحافة بضرورة وقف ما يحدث لأن عواقبه ستكون وخيمة سيما وأن مواطن الفساد في الصحافة الرياضية بائنة ولا تحتاج إلى كبير أجتهاد لتنقية الوسط الصحافي منها! أما الأجتماعات ..والنداءات والمبادرات وغيرها فهي بمثابة المخدر الذي يعود بعده الألم أكثر حدة!