السودانية كم تمازج فناً على يدها.. امرأة للفن قد خُلقت.. تعطي الكثير من جودها عظماً.. لا تضن على الألوان بالقيم بهذه الكلمات، عبرت نظيفة حامد موسى عن المرأة السودانية ودورها في المجتمع، فهي ترى أن المرأة السودانية لها لمسة فنية وجمالية تميزها عن نساء الأرض كافة، نظيفة التي عرفت في محيطها بحبها وشغفها بالتراث واتقانها للمشغولات اليدوية التراثية (شغل السعف، الطواقي، العناقريب، التطريز، العطور السودانية، المشاط ورسم الحنة)، جعلت منها نموذجاً مشرفاً للمرأة العاملة والمنتجة في المجتمع، وبهذا قد تم تكريمها من قبل الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة ضمن إطار الاحتفالات بتوزيع جائزة الأسر المنتجة بدولة البحرين. آخر لحظة التقت نظيفة في حوار يفوح منه عبق التراث السوداني بداية قالت نظيفة: أنا في الأصل من قرية برام الكلكة بجنوب دارفور، وبحكم طبيعة المنطقة لم تكن هناك أهمية لتعليم المرأة، فمعظم البنات يعملن في الرعي وأثناء تأدية عملهن يقمن بتشكيل السعف، ولهذا المرأة في دارفور ترث فن الشغل اليدوي بالفطرة وتواصل قائلة: تراثنا يعكس ثقافتنا السودانية بمختلف أنواعها، فلكل قبيلة تراثها وعاداتها وتقاليدها التي تفاخر بها، وأنا فخورة جداً بأصلي وتراثي (وز و رز وورر مابفز ونقارة كبيرة بتقول دز).ده تراث قبيلتي، ومابخليهو وأولادي الى جانب دراستهم يساهمون معي في المشغولات وتحديداً (العناقريب والاكسسوارات) يعملون معي يداً بيد على الرغم من انشغالهم بالدراسة. وعن عملها ومشاركتها في المعارض تقول: أنا عاملة بوزارة المالية والتخطيط العمراني، وعملي مفتاح حظ بالنسبة لي، فإدارة وحدة النوع الاجتماعي بالوزارة دائماً ماتقوم بعمل معارض في عيد الأم، ورمضان، والاستقلال، وشاركت مؤخراً في مهرجان البركل، وأشارك باستمرار في معرض الخرطوم الدولي. وفي معرض البحرين في توزيع جائزة الأسر المنتجة، وقريباً وسأشارك بمشيئة الله في معرض في مصر والسويد.. وعن تكريمها في البحرين قالت نظيفة: الجائزة التي أحرزتها كانت برعاية كريمة من الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة، وهي عبارة عن تحفيز للأسر المنتجة التي تعول نفسها وتفيد المجتمع في آن واحد، فشاركت بانتاجي للأشغال اليدوية، وجئت بفكرة جديدة، وهي صنع زير من السعف، وكنت ضمن تسعة أفراد من مختلف ولايات السودان تم تحفيزهم وتكريمهم بدولة البحرين. وتمضي نظيفة بالقول: قمت بعمل ورشة تدريبية بمحل سكني لربات البيوت، وتضمنت التدريب على كيفية صنع المخبوزات، والأعمال اليدوية (الجلود، السعف) والاسعافات الأولية، والآن بحمد الله كل النساء في منطقتنا يتقنون الشغل اليدوي، ولا أعتبر ذلك تنافساً لي، لأنه كما يقول أهلنا (السوق قدح النبي) وكل إنسان برزقه. وفي ختام حديثها تقول المبدعة نظيفة : إن التراث السوداني بخير وعافية ويعتبر مصدر جذب لكثير من الناس بدليل ردة فعل الوفود الزائرة من الخارج، وانبهارها بالمعروضات، وفي معرض الخرطوم الدولي أكثر الأماكن ازدحاماً هي التي عرضت التراث السوداني. نظيفة ترى أن طموحها في مجال الشغل اليدوي والتراثي لا تحده حدود، وهي تستعد للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية هذا العام، وتحلم بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة بجامعة السودان .