٭ هاتف أحد كبار المسؤولين في رئاسة الجمهورية المصرية الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بعد أن علم أنه يرفض السفر للعلاج خارج مصر، هاتفه قائلاً إن الشعب المصري أصدر أمره أن تؤمن لك طائرة خاصة تحملك إلى خارج مصر للعلاج، ظل المسؤول يصر عليه إلى أن وافق، أما نحن فإن الشعراء منا يمرضون ولا أحد يسأل ويسافرون ولا أحد يسأل ويعودون ولا أحد يسأل ويرحلون ولا أحد يمشي في جنازتهم. ٭ ظل عجوز أمريكي يشارك في أكبر جائزة لليانصيب على مدى خمسين عاماً، وذلك على رقم واحد لم يفكر في تغييره قط، وبالرغم من ذلك لم يجد من الحظ ابتسامة تذكر، ذات صباح اتصل به أحد المسؤولين عن جائزة اليانصيب ليخبره أنه قد فاز بالجائزة التي طالما انتظرها، فأخذ يقول لنفسه لقد أتت جائزتي متأخرة عن موعدها، أتت بعد أن تحول عمري إلى مجرد أوراق ذابلة صفراء، كانت المفاجأة أنه لم يذهب لاستلام الملاييين. ٭ وأنا أتمشى على شارع من الذكريات في حينا العتيق (بيت المال) لمحت وجه امرأة عجوز تتوكأ على الظلال، يشبه وجهها وجه والدتي عليها الرحمة، فأمسكت بيدها أقطع الطريق، وأنا أمسك بقلبي حتى لا يتفجر زلزال حزن كان نائماً في داخلي، حركه وجه هذه المرأة الذي أعادني إلى أمي صغيراً أنام في حضنها دون أن أعلم أنني بعد رحيلها لن أجد إلا أياماً لها أنياب. ٭ رفض المدير الراحل للإذاعة السودانية محمد خوجلي صالحين رفض تسجيل عدد من أغنيات الفنان آدم شاش، وأصر على عدم تسجيلها إلا بشرط واحد، وهو أن يعمل الشاعر أبو آمنة حامد على ترجمتها من اللهجة الهدندوية إلى اللهجة المحلية، ذهب شاش إلى منزل أبو آمنة حامد فعلم أنه سافر إلى مدينة بورتسودان، فأخذته قدماه الى مكتب الوزير الراحل عمر الحاج موسى الذي طلب من صالحين أن تسجل كل أغنيات فنان الشرق على مسؤوليته الخاصة. ٭ حصلت مقطوعة ملتقى النيلين للموسيقار برعي محمد دفع الله على جائزة أفضل عمل موسيقي في مهرجان موسيقى ضخم أقيم في إحدى الدول الأفريقية، حضره عدد كبير من كبار الموسيقيين في العالم، نظر الفنان الأمريكي المعروف (ايزاك هيت) إلى وجه برعي باسماً وهو يقول له: إن لبلادك الحق في أن تفخر بك، وأن تحمل هذه الجائزة، عاد برعي إلى السودان يحمل جائزته ليضعها في ركن قصي من منزله، ثم يضع رأسه على وسادة لينام دون ضجيج، كأنه لم يفعل شيئاً.