لمن العزاء اليوم في أمة الإسلام ...؟ وحالها يرثى عليه ... تكالبت عليهم الإحن والمحن كما تتكالب الأكلة على قصعتها ...إبتلاءات وظلمات بعضعها فوق بعض ، أشدها ظلم وجور الحكام علي الأمة ، والحديث يقول ( كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته ) ... إن أكثر ما يتأذي منه الشعب ( تسلط الحكام والمحسوبية ، والنفاق والترضيات ، والقهر وهدر المال العام ) . وهذا إنعكس سلباً على الرعية ، مما أفقدها أهم شيء ألا وهو الأخلاق ... قال : (ص) (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ..مكارم الأخلاق هي جنة المسلمين ... إذا زينت النفوس بها فازت ونجحت ونجت بإذن الله ... حالة الشعب ..!! في بلادي غابت الأخلاق وخاصة عند أهل الشأن (المسؤولين) حيث يعتقد الكثيرون أن الدين هو بناء المساجد وإقامة الحوليات ، والولائم وضرب الطار ، والدفوف رقصاً وطربا ...أما عند أهل ساس يسوس عندما يجلس المسؤول على الكرسي الوثير يبدأ بالخطب الدينية الأسلاموية لإستدرار عاطفة الشعب ويدعوهم إلى التقشف ويحثهم على طاعة ولي الأمر (الحاكم) ، وهو غارق في الترف والنعيم حتى مخمس قدمية وله من الحشم والخدم والجواري والفارهات والنثريات المفتوحة لا حصر لها . في بلادي يعتقد المسؤول جازماً أنه صاحب حق وملك حر في أي مؤسسة يديرها فيكيل السباب والشتائم ويطرد هذا ويرفد ذاك ،حتي يسبح الجميع في المؤسسة بحمده . وله حاشية لا تغشاها الحوجة والضنك وكلها من ذوي القربي أو مجموعة من الحسناوات وولدان مخلدون . في بلادي يستباح المال العام يصرف في غير مواعينه ، وإستشرت المحسوبية ، وشكل الفساد المالي والإداري معوق إساسي للخدمات حتي أنهك جسد الدولة وبات إقتصادها طريح الفراش . في بلادي تدار الخدمة المدنية ( بلوبيهات ) تشكل قروبات تدير المؤسسات بمفاهيم مناطقية وجهوية وقبلية فضلاً عن المصلحة العامة . . . في بلادي خللاً في نظام الحكم منذ الإستقلال . حيث تتسابق النخب السياسية إلى من يحكم السودان وليس إلي كيف يحكم السودان ... في بلادي عقدة المسؤول ركوب الفارهات بالموديل ، مما أرهق خزانة الدولة وأهلكها بالديون والقروض الربوية مع التحايل على شرع الله . بمفهوم فقة السترة ، أو التحلل ... واقع الحال يقتضي الإسراع في تشكيل حكومة جديده قادرة على حماية وتنفيذ مخرجات الحوار ، وياحبذا أن تكون من (التكنوقرط والمتحاورين ) ، برئاسة السيد رئيس الجمهورية وتكون بدايتها ( برنامج الإصلاح والمصالحات والعفو العام ) ... حتى يستبشر الشعب بقيام دولة الديمقراطية والحقوق والمواطنة والحريات و يتعافى من القهر والهدر ويدرك حقوقه والواجبات ... فليعلم الجميع أن الكوارث لا تصد بالألفاظ ، ومصلحة الوطن لا تحميها الفذلكات السقيمة ، وأن الوحدة الوطنية أهم وأغلى من ( الإجماع العربي الإسلامي )...نقول هذا و آثرنا على أنفسنا بأن لا ننم أو نغتب أحد ، ونكتب النصح هكذا لمن أراد أن يعتبر ...وقال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) سورة الحجرات الآية 12 ... إن نهج الحوار الذي نادى به السيد رئيس الجمهورية كان برداً وسلاماً على الوطن ... وإن مخرجات الحوار ستكون صمام الأمان من الفوضى الخلاقة والعبث المهين ، وقواتنا المسلحة والشرطة والأمن خير من يؤتمن على سلامة وكرامة وأمن الموطن والوطن ... سيدي الرئيس طبق الإصلاح نهجا ومسلكاً كي يحى الوطن ... سيدي الرئيس إن وجهة الدولة اليوم الإصلاح فلا مكان لمن يتخاذل أو يثبط الهمم ، فليعقد الجميع العزم من أجل البناء والتنمية والمجد والتاريخ والتحية للشعب الأبي والتحية للوطن ... والله ولى التوفيق