واحدة من المشكلات التي تواجهنا في صناعة إعلام فضائي مواكب للمتغيرات العالمية، وله أثر في حياتنا هي الفوضي التي تمارس في كثير من فضائياتنا الرسمية والخاصة والولائية، وأبرز هذه الفوضى تتمثل في عدم العمل وفق خارطة برامجية واضحة المعالم، أو ما يسمونه الدورة البرامجية، وهو مصطلح يتمشدق به السادة مديري القنوات الفضائية دون أن يكون محسوساً أو حتى مرئياً لنا، فكل قناة تعمل وفق المزاج وعلى طريقة رزق اليوم باليوم و(زي ما تجي تجي). فضائية ولاية كسلا هي واحد من أمثلة كثيرة نتكئ عليها في حديثنا هذا، ففي الأول من فبراير الجاري أعلنت القناة عن دورة برامجية جديدة، تابعنا تفاصيلها من خلال برنامج اسمه (نحن والمشاهد) من إعداد ياسمين ياسين، وتقديم نوال آدم، وإخراج مصعب عبد القادر، وقبل أن يرسخ هذا البرنامج في أذهاننا ويرسَخ للدورة البرامجية الجديدة، فاجأتنا القناة ودون أي اعتذار ببرنامج آخر عبارة عن نسخة مشوهة اسمه (منتدى المشاهد) قدمته على ما أذكر مذيعة اسمها عبير أحمد، والغريب في الأمر أن الحلقة استضافت مدير البرامج (الجديد) ليحدثنا عن خطة إدارته، وكيف أنها تتغير كل أربعة أشهر، في وقت قام هو بتغييرها خلال اسبوعين فقط دون أن يفصح لنا كمشاهدين عن الأسباب التي قادته ليفعل ما فعل من (خرمجة برامجية)، وفي ذلك بالطبع قمة الإستخفاف بعقولنا، لأننا لم نخرج بجديد من (منتدى المشاهد) سوى أن إدارة البرامج بفضائية كسلا تجيد فنون (العشوائية) بدرجة الامتياز. هذه واحدة من أمثلة كثيرة للفوضى التي تضرب الكثير من إدارات البرامج بقنواتنا الفضائية، لذلك نشكو دوماً من عدم التطور والمواكبة لما يدور في الساحة الإعلامية خارجياً، ونشكو من عدم قدرتنا بالوصول بثقافتنا وصوتنا للعالم الخارجي. مرة أخرى أعود لفضائية كسلا واقول: حقيقة فجعنا في هذه القناة التي عولنا عليها كثيراً في أن تكون واحدة من الإشراقات الإعلامية في بلادنا، وتكون المرآة التي تعكس جمال وتاريخ المدينة الساحرة الآسرة بمناظرها الطبيعية عبر برامج مواكبة ومتطورة وجاذبة، ولكنها للأسف الشديد فشلت في ذلك لأسباب، دعونا نقول إنها مجهولة لدينا، فالعذر المعلوم لدينا في حالة أي فشل هو قلة الإمكانيات.. مسكينة (شماعة) الإمكانيات. خلاصة الشوف: رسالتنا نوجهها لوالي ولاية كسلا نقول فيها: التفتوا لهذه القناة ولا تنظروا إليها بإعتبارها لسان حال حكومة ولايتكم فقط، ولكن لسان حال مواطن الولاية وكل مواطن في أي بقعة من أرضنا الطيبة، أولوها إهتمامكم وأعينوها بأصحاب الفكر والمال الذي يجعل منها مرآة تعكس سحر التاكا وتوتيل والسواقي الجنوبية وإبداع أهل كسلا، وبعدها.. مبروك عليكم السواح.فوضى