تتعرض قناة النيلين الرياضية هذه الأيام لهجوم عنيف ومتواصل لفشلها في نقل مبارايات الممتاز، والنيلين كما قلنا من قبل لا تمتلك أدنى مقومات القناة الفضائية، والمنطق كان يحدث عن فشلها من قبل أن تنطلق في الفضاء، وأظنكم تتفقون معنا في أنه لولا اهتمام الرياضيين بمباريات الدوري السوداني والأحداث الساخنة التي كان بطلها الأستاذ خالد الإعيسر- (رد الله غربته)، لما عرف أحد أو سمع بقناة إسمها (النيلين)، وحتى لا نقسو على القائمين على أمر القناة بأكثر مما يجب، نقول إن هذا الفشل لم تضرب أعاصيره القناة فقط، وإنما امتدت لتضرب الكثير الذي له صلة بالرياضة، ونحسب أن الإتحاد العام إن أفلح في تسيير النشاط الرياضي كما يجب، وأفلحت إدارات الأندية في تقديم فنون العمل الرياضي، لأفلحت النيلين كذلك، فالفشل يا سادتي تفوح روائحه من أركان كثيرة غير النيلين، والملاحظ عندنا أن الرياضة تحقق صفراً كبيراً، بينما يحقق الأفراد من القائمين عليها الأرقام الكبيرة، فصاروا بعضهم اسماً في حياتنا (غصبا عنا) مع أنه لا يساوي شيئاً ولا رصيد له من النجاح، وأرجو ألا يخرج علينا من يقول إن وصول ناديا القمة لمرحلة المجموعتين في دوري أبطال أفريقيا يؤكد غير ما ذهبنا إليه، لأن هذه النجاحات هي خبطة عشواء، لا أثر فيها لتخطيط وبرامج واضحة، والشاهد أننا نرجو من محترفين استجلبناهم وهم لا يعرفون عنا ولا عن أنديتنا وأجواء بلادنا شيئاً، ومع ذلك ننظر إليهم كأنهم يحملون عصا علاء الدين السحرية، مع أن المنطق يقول إن نجاح أي محترف يتطلب فترات طويلة يتأقلم فيها على الأجواء والزملاء والحياة الجديدة، وهذا بالطبع غير موجود في مفاهيم بعض الإداريين عندنا. نعم فشلت قناة النيلين، ولكنها واحدة من منظومة رياضية متكاملة، أصاب الفشل جزءا كبيراً من أركانها، بدءاً من مجلس إدارة إتحاد الكرة العام الذي يبدو لنا في أحايين كثيرة أنه أبعد ما يكون عن اللوائح والنظم المنظمة للعبة، وكثيراً ما نسمع عن أزمات من صنع يديه، وأخطاء ب (الكوم)، ومع ذلك لا يتحدث أحد عن هذا الفشل، ثم ألا يتحمل هذا الإتحاد فشل قناة النيلين في نقل الدوري أليس هو من اختارها دون قنوات أخرى تقدمت بطلبها وعرضها المالي، من بينها قناة قوون التي تم رفض عرضها لشيء في نفس يعقوب. خلاصة الشوف : فضائية الخرطوم استطاعت أن تفاجئ المشاهدين ببرمجة رمضانية متوازنة جداً، راعت التوزيع البرامجي بدقة متناهية، حيث اختارت توقيت عقب الإفطار ليكون لفن الدوبيت والمسادير، هذا التراث الغني بقيم الخير والفضيلة، كما أعطت الدراما السودانية حقها عبر مسلسل (حوش النور) وسلسلة (كبسور باشا أفندي)، ولم تنس أن يكون لنجوم السياسة والفن والمجتمع حضورهم في سهرات وبرامج حوارية ساخنة وأخرى غنائية جاءت بأفكار جديدة، ولنا أن نتعجب إذا ما قارنا هذا الإبداع، وهذا النجاح بقنوات السودان والشروق والنيل الأزرق- وهي القنوات التي لها ميزانياتها الضخمة وربما تساوي ميزانية فضائية الخرطوم- ميزانية أستديو لبرنامج واحد بالشروق أو النيل الأزرق (مثلا)، ومع ذلك تفوقت الخرطوم.