مبادرة إنسانية رائعة لعلاج الإعلامي المخضرم حمدي بدر الدين يجد القارئ الكريم تفاصيلها في مكان آخر من هذه الصفحة، المبادرة جاءت من إختصاصية العلاج الطبيعي الطبيبة الإنسانة سارة عبد العزيز الزبير، وسارة هي من تبنت قبل ذلك علاج الممثل نبيل متوكل في مشفاها الخاص وبالمجان، مع ترحيله من وإلي منزله بسيارتها الخاصة، وهي التي أكدت لنا أن حالة نبيل متوكل لا تستدعي أي سفر للخارج، وإنما المواصلة في عمليات العلاج الطبيعي الذي ظهرت آثاره في تحسن حالته كثيراً. لا أريد أن أتحدث عن المبادرة لأنها ليست غريبة على الطبيبة الشابة، صاحبة المبادرات الإنسانية، ولكنا نريد أن نقول إن تجاهل وزارة الإعلام للإعلامي المخضرم حمدي بدر الدين هو شيء يدعو للحيرة والإستغراب، لأن ما قدمه حمدي للإعلام ولتلفزيون السودان كثير، ويكفيه أنه من الذين أسهموا في نهضته وتطوره، ويكفيه أن مثَّل السودان كإعلامي ناجح في إذاعة (صوت أمريكا).. الشيء الذي جعل السفارة الأمريكية بالخرطوم تهرول نحو منزله بمجرد علمها بحالته، وهي (الهرولة) التي كنا نتمناها أن تكون من السيد وزير الإعلام شخصياً، وكنا نتوقع إن حدث ذلك، أن يكون له الأثر الطيب على نفس الرجل، لأنه وبحسب متابعة لحالته بحكم أننا كنا أول من وصله بعد شائعة وفاته البغيضة، أن الرجل متأثر غاية التأثير من التجاهل الذي وجده من المسؤولين، ومن أهله في تلفزيون السودان، الذين لم يتكرم أي أحد منهم ولو بزيارة عابرة. حمدي بدر الدين يحتاج إلى وقفة الناس معه بالسؤال عنه وتفقد أحواله، قبل أن يكون محتاجاً لعمليات جراحية أو عقاقير، وأقولها بكل صدق- بحكم زياراتي له- إنه يعاني الوحدة، والدليل على ذلك مطالبته بزيارة الإعلاميين له والجلوس إليه، والإستفادة من خبراته التي اكتسبها من تجارب السنين في السودان وخارجه. وأقول بكل أسف إن تجاهل وزارة الإعلام لأستاذ الأجيال بدر الدين يخصم من أسهمها الكثير، ويبعث برسالة سالبة لكل العاملين في هذا الوسط عنوانها (التجاهل في انتظاركم)، وحتى لا يحدث ذلك لا أرى سبباً لأن يتواصل هذا التجاهل، ونرجو وكلنا عشم أن يصلح وزير الإعلام ما أفسده هذا التجاهل، ويقوم بزيارة الإعلامي الكبير، مطبقاً لشعار (أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي).. فعسى ولعلَّ... خلاصة الشوف: كلمة حق نقولها إن وزارة الثقافة لم تقصر في حق نبيل متوكل، وهي التي تكفلت بعلاجه في أكبر مستشفى خاص بالخرطوم، وأن الطبيبة سارة لم تقصِّر وهي تقوم باجراء اللازم له دون مقابل، ولكنا نرى أن متوكل قصَّر في حق نفسه، وهو يرفض مواصلة العلاج الطبيعي، ويرفض مبادرة الخيرين بترحيله.