* سبق أن رويت طرفة حدثت للزميل العزيز صلاح باب الله مع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي .. وقد رويتها عندما قال المهدي إن حزبه (طالب) الحكومة مليارات الجنيهات. * والواقعة أن صلاحاً وقعت عيناه على المهدي ذات مرة عقب مشاركة الأخير في منتدى، فسارع لمحاصرته لأجل الخروج منه برأي واضح في مسألة المشاركة في الحكومة من عدمها وقتذاك، بيد أنه وكالعهد به فإن المهدي يعرف جيداً متى يعلن عن موقفه ومتى يصمت عنه، وربما متى يناور، وقد قال لباب الله: «يا ابني الصلاة فيها السر والجهر». * ولعلها إجابه يصعب التكهن معها إن كان المهدي أغلق الباب أم جعله موارباً، تذكرت ذلك ونائب رئيس حزب الأمة د. مريم الصادق، ترسل صورة من أديس أبابا، أمس جمعتها بوالدها الذي وصل من القاهرة، والأمين العام للحزب سارة نقد الله. * ظل حزب الأمة يناور بذكاء، فبعد أن بات المهدي غير مرغوب فيه بالبلاد، هاهي وفود الحكومة حجت إليه في مقر إقامته بالقاهرة وعلى رأس من زاروه مساعد الرئيس إبراهيم محمود . * ومن جهة ثانية مد المهدي حبل الوصال مع المعارضة المسلحة، فبعد أن كانت لقاءات الحكومة بالخارج مع حملة السلاح إنضم للطاولة حزب الامة، واستطاع أن يحقق كسباً خارجياً * الامر الثالث الذي يكشف تعامل حزب الأمة بهدوء مع متقلبات المشهد السياسي، أن المهدي يتحرك خارجياً ويستقبل وفود الحكومة ليعرف كيف تفكر . وعلاوة على ذلك فإن الحزب أمن موقفه على الصعيد الداخلي وبدهاء ماكر. * على المستوى الداخلي يلعب الحزب على محورين، الأول أن مريم المهدي تشكل حضوراً في كافة فعاليات المعارضة، بل وتجدها حتى في الساحة الإعلامية والمنتديات (شاركت في توقيعات الزميلة صحيفة التيار وفي حفل تكريم العزيز رئيس الزميلة (اليوم التالي) مزمل أبو القاسم. * وهى مناسبات تجعل حزب الأمة نفسه، في دائرة الأضواء دون شك ناهيك عن مريم .. المحور الثاني أن الحزب موجود في الحكومة ممثلاً في مساعد الرئيس عبد الرحمن، حتى ولو تبرأ الإمام من نجله، وحتى ولو إنتقدت مريم مشاركته. وإن كان البعض يعتبرها (إنتهازية) منه، خاصة فيما يلي مشاركة عبد الرحمن في الحكومة، لكن الأخير أثبت أنه رجل دولة * حالة الأمة القومي، تعني أن الحزب يتمتع بلياقة ذهنية عالية، رغم محاولات أطراف عديدة (لى) ذراعه، وتشوية صورة المهدي سياسياً، ودونكم المحاولات الفاشلة التي يقوم بها من حين لأخر الرجل الذي يغرد خارج السرب مبارك الفاضل * ومهما يكن من أمر فإن الأمة القومي بحراكه الواسع أثبت أنه أهل بمنصب رئيس الوزراء وليس بالضرورة أن يكون للمهدي.