التقنيات الحديثة التي دخلت في المطابع لم تمنع أو تحد من قدرات العم الأمين عمر أحمد من مواصلة عمله بمهارة واتقان، فالعم الأمين الذي ظل يعمل لأكثر من 61 عاماً تعرف خلالها على معظم رؤساء تحرير الصحف- كما حكى- لأنه تنقل بين المطابع، وحكى أيضاً عن الصحف القديمة أيام البرش بقرش، كما كان يطلق عليها قديماً، وحكى أيضاً عن طباعة الصحف ووضع الخطوط والصور وكذلك الكاريكاتير، هذا الى جانب طباعة الكتب واغلفتها والكروت.. للعم الأمين رحلة طويلة كما قال لنا في هذا المجال، فقد التحق بشركة الطبع والنشر، وهي شركة تصدر من خلالها الصحف وهي مملوكة لدائرة المهدي، ومكتب حزب الأمة كما أنها مقر للصحف المستقلة، هذه الشركة هي أول مكان يعمل فيه، ثم انتقل الى مطبعة النيل مشرفاً على غرف الزنك، الى أن تدرج وأصبح مديراً للمطبعة، بعد هذه الرحلة الطويلة فضل أن يؤسس له مكتباً خاصاً يعمل من خلاله نفس العمل والمهنة. خلال هذه التجربة الطويلة الممتدة تعرض العم الأمين الى جروح خطيرة تركت آثارها في جسده: (العمل في المطبعة يجلعنا عرضة للمواد الكيميائية الحارقة، والتي تحتاج الى الانتباه والتركيز، ولأنني أعمل لأكثر من 61 عاماً كان لابد أن اتعرض لمخاطر وحرق وجروح) العم الأمين تمنى أن يجد العاملون في مجال المطابع التقدير المستحق، لكونهم يقدمون خدمات جليلة للناس خاصة محبي القراءة والاطلاع.