الفوضي الضاربة.. والفقر المدقع.. والواقع المرير الذي تعيشه معظم الولايات التي عانت ويلات الحروب والصراع القبلي.. وصراع قاده الوطني.. إضافة لولايات تعاني أصلاً شح الموارد.. كل ذلك يجعلنا نفكر في خارطة طريق نضمنها في دستورنا لتكون ملزمة التنفيذ على الأقل تجربة وخارطة تساعدنا في الخروج من دواعي التهميش، التي ظللنا نسمعها ونعيشها ونكتوي بتداعياتها، ويكفي دارفور وجنوب كردفان، وجنوب النيل الأزرق مثالاً.. اقول ذلك وبين يدي التجربة التونسية التي أجازها برلمانهم بمنح الولايات الأكثر فقراً الأولوية في التنمية، مع تميز الولايات (المحرومة والمهمشة) هي تجربة تلزم الحكومة الاتحادية بتميز تنموي للولايات الأقل نمواً، والتي نعترف بها (علماً) ولا نعترف بها خدمياً لحاجة في نفوس الساسة .. هي تجربة تفرض على المركز الزام الولاية الغنية بمد يد العون والمساهمة التنموية، بربط سنوي معلوم ومفروض... فالنفكر في التجربة التونسية بجدية وفيها نصطاد عصافير بحجر واحد وأهم هذه العصافير عدالة.. تنمية.. سلام.. سؤال برئ....؟ ياجماعة الخير!! انتو مجلس الولايات دا بعمل في شنو؟ وانجازاته شنو؟ ليهو تسعة شهور لاحس لا خبر.. ولاخواننا في رئاسة الحكم المحلي دايرين نجيكم .. ونسألكم السؤال البرئ .. مجلس الولايات دا شغله شنو وحصادو وينوووو. *الشهادة والعمل الطالح: يقول الفلاسفة (لعن الله السياسة فقد خربت وجه الدنيا)، هي عبارة طالما كان يرددها أستاذنا الراحل حسن ساتي، فقد كتبنا كثيراً وكتب غيرنا عن وزارة التعليم.. والجميع أوفوا وحذروا بأن عمل الوزارة وآداها لا ولن يستقيم إلا بخروج أهل ساسة يسوس من حوش الوزارة.. وأن يتركوا أمر هذه الوزارة تماماً لأهل التجربة من التربويين.. حتى يرضعوا أبناء المستقبل حليب التربية.. ومناسبة الحديث هي امتحانات الشهادة السودانية والتي ظلت تجعلنا في كل عام نعيش مشكلة جديدة، ففي العام الماضي كانت فضائح مدرسة (الريان)، ونظل نكتب وغيرنا يصيح.. المنهج غير المنهج .. والإجلاس.. والمباني والأهم (التربية)..التربية ...التربية... وحتى جاء هذا العام وليس في مقدور قلمي حصر التجاوزات والغش.. لا بل أصبح الاوردنيون يحجون الى وزارتنا حتى صارت هي (الشهادة الطالحة)، هي تباع بالمال يعني شهادتنا وصمت بالدولية، والحل بسيط جداً وأرجو أن نجد من يستمع لنا هذه المرة.. يا جماعة الخير .. أعطو الخبز لخبازه ليرضع أبناؤنا حليب وخبيز التربية.. فاليدخل التربويون حوش الوزارة، وليخرج أهل السياسة غير مأسوف عليهم فهذا مستقبل بلد.