بالرغم من الاعتراضات والملاحظات التي أبدتها القوى السياسية في دارفور، خاصة حزبا التحرير والعدالة، والتحرير والعدالة القومي على رموز التصويت فى الاستفتاء، والتي قالوا إنها مغايرة لما نصت عليها وثيقة الدوحة، والرفض الذي أعلنه رئيس آلية أصحاب المصلحة في دارفور العمدة صلاح عبد الله في حوار سابق له مع (آخرلحظة) لقيام العملية فى التوقيت الحالي، بالإضافة إلى ممانعة الحركات غير الموقعة واستنكارها لإقامته، وبالرغم من كل هذا مفوضية استفتاء دارفور يبدو أنها ماضية فى تنفيذ عملية الاستفتاء بعد أن أكملت كل الترتيبات لذلك، وفتحت أبواب مراكزها اليوم لعملية الاقتراع على امتداد ولايات الإقليم الخمس، ليصبح التنافس محصوراً بين فريق حزب التحرير والعدالة القومي بقيادة د. التجاني سيسي الذي ينادي بخيار الاقليم والمؤتمر الوطني والتحرير والعدالة برئاسة بحر إدريس أبوقردة الذين يساندان خيار الولايات رصد مخالفات "الاستفتاء كله غلط في غلط " بهذه العبارة ابتدرت عواطف عبد الرحمن أمينة المرأة النازحة بجنوب دارفور مقررة آلية أصحاب المصلحة بالإقليم حديثها للصحيفة، وقالت إن وثيقة الدوحة نصت على ولايات وإقليم بداخله ولايات فى الخيارات، وهو مالم يتم العمل به فى ورقة الرموز التي احتوت على قطية كرمز للإقليم وخمس قطاطى للولايات، وكان يفترض فى رمز الإقليم أن يكون قطية بداخلها عدد من القطيات، وأضافت أن معسكرات النازحين شهدت حالات متعددة لتسجيل أطفال قصر وأن معلمة بمدرسة ثانوية طلب منها إخراج الطلاب للتسجيل رغم صغر سنهم، كما أن هنالك أفراداً سجلوا للاستفتاء ثلاث وأربع مرات وتابعت كل المخالفات رصدناها وأبلغنا عنها، ولكن لم تتم المعالجة ترهيب وترغيب عواطف التي أثنت على حزب التحرير والعدالة القومى لاختياره خيار الإقليم قالت إنه كان مطلب الجميع قبل التوقيع على السلام، وأوضحت أن أكبر حملة فى الولاية هذه الأيام هى حملة المؤتمر الوطني ومناصريه، الذين اتهمتهم بممارسة ضغوطات على المواطنين للتسجيل وأوردت أنهم مارسوا تخويفاً على الأهالى لإرغامهم على التصويت لصالح الولايات، وكانوا يقولون لهم إن اختيار الإقليم سيجعل العاصمة فى الفاشر وأن أي إجراء طبى أو قسيمة لاتستخرج إلا فى فاشر السلطان إذا صوتم للإقليم، مشيرة إلى أن حزب التحرير والعدالة القومي كان يعتزم إقامة ندوة فى كاس إلا أن السلطات لم تسمح لهم، وأبلغتهم أن ذلك بسبب الترتيب لزيارة الرئيس البشير، لافتة إلى أن المعسكرات التى بها مراكز للاقتراع بجنوب دارفور هى السريف وعطاش ودريج أما بقية المخيمات فقد أقيمت مراكزها فى رئاسات المحليات رضاء عن المجريات حزب التحرير والعدالة بقيادة بحر إدريس أبوقردة بدا راضياً عن الإجراءات التى تمت من قبل مفوضية الاستفتاء، وقال الناطق الرسمى باسم الحزب شرف الدين محمود ل "آخرلحظة " إن الترتيبات مكتملة وحقيقية وراضون عنها، وأضاف محمود حشدنا كل الطاقات لدفع المواطنين للتصويت الذي سينطلق اليوم بجانب أننا شكلنا تحالفاً سياسياً مع 30 حزباً وحركة موقعة بينها المؤتمر الوطني، لدعم الاستفتاء باعتباره استحقاقا دستورياً ومساندة خيار الولايات، وأردف شرف الذى يشغل منصب نائب رئيس لجنة الإعلام فى تحالف الأحزاب المؤيدة لخيار الولايات أن التحالف شكل لجاناً على مستوى ولايات دارفور الخمس ولجنة أخرى مركزية قامت بالطواف على الولايات قبل زيارة رئيس الجمهورية ولازالت تتواجد هناك حاليا، موضحاً ان الاستفتاء يحظى برقابة من الجامعة العربية والاتحاد الافريقى إلى جانب دول أخرى ملاحظات على الاعلام عدد المراكز بولاية جنوب دارفور بلغت "406" مراكز بحسب منسق حزب التحرير والعدالة القومي لدى مفوضية الاستفتاء الاداري بالولاية زكريا عبدالعزيز الذي تحدث ل "آخرلحظة " ، مشيراً إلى أن حزبه حرص على أن يكون بكل مركز مراقب، وتم تسليمهم البطاقات وتوجيههم للمواقع بنيالا والمحليات المختلفة، ويبدو أن علامات رضا الحزب عن مجريات الاستفتاء برزت فى حديث رئيس التنظيم بولاية جنوب دارفور د. إبراهيم آدم أحمد الذي قال إن الترتيبات سارت بصورة جيدة، وأن الحزب على استعداد لخوض المعركة لوحده، لجهة أنه لا توجد أحزاب أخرى مساندة لخيار الإقليم، مردفاً أن حزب التحرير والعدالة القومي لم ينظم ندوات، ولكنه أجرى لقاءات مباشرة، وقام بزيارات لبعض المناطق، وبشأن حيادية الإعلام وإتاحته للحزب، قال آدم إن وسائل الإعلام لم تكن متاحة لهم بالصورة المطلوبة واستخدمت قبل الفترة الدعائية لصالح المنادين بالولايات بصورة كبيرة في وقت أثني فيه على الصحف التي أبان أنها أتاحت لهم مساحات خلال الفترة الماضية عدم اعتراف بالنتيجة وبالمقابل قال حزب حركة تحرير السودان بقيادة مبارك حامد الذى كان جزءًا من حركة تحرير السودان الموقعة على السلام في أبوجا إنه لن يعترف بنتيجة الاستفتاء، وأوضح على لسان رئيسه أن التوقيت غير مناسب لإقامته وأن هنالك أولويات أخرى كان ينبغي مخاطبتها مثل وقف الحرب وتوفير الأمن بجانب إعادة اللاجئين والنازحين إلى قراهم وإحداث التسوية السياسية الشاملة، واصفاً تنفيذه في هذه الأيام بأنه غير موفق، واعتبر التنفيذ بانه يطعن فى مصداقية الحوار الوطني، وتساءل إذا كان الحوار هو شأن قومي لماذا لايكون الاستفتاء ضمن مخرجاته، واختتم بان إجراء الاستفتاء الإدارى لدارفور صرف وإهدار للأموال التى كان الأولى أن تصرف للمستشفيات ومواضع الحاجة رؤية من المعارضة حركة العدل والمساواة غير الموقعة على السلام بقيادة جبريل إبراهيم قالت فى بيان لها تحصلت "آخرلحظة " على نسخة منه ليس من شيم النظام أخذ رأي الشعب فيما يقوم به، وتساءلت كيف يريد النظام أخذ آراء الناس في أمر جلل كوحدة الإقليم والحرب لازالت مستمرة، وهل تحقيق السلام أولى أم الاستفتاء؟ وإدعى أن إجراء الاستفتاء يجيب على التساؤلات فى البيان ذاته، بأن الحزب الحاكم يريد من خلال إجراء هذا الاستفتاء فرض نظام الولايات المجبول على المركزية القابضة ليس على إقليم دارفور فقط، و إنما على سائر أقاليم السودان باستباق مخرجات حوار