تهتز قبة البرلمان هذه الأيام بضجيج نوابها، احتجاجاً لرفض وزير المالية منحهم مخصصات استيراد عربات، ويملأ ضجيجهم وتصريحاتهم صفحات الصحف متصدراً عناوينها، بل ويهددون بسحب الثقة منه (اتفرجوا عليكم الله)، هل هذا ما كنا نرجوه من برلمان السرور الذي انتخبناه من مشارق أرضنا ومغاربها، لحلحة مشاكل المواطن!!؟ كنا نتوقع من البرلمان أن يحاسب وزير المالية لعدم التزامه ببنود الميزانية، بتخصيص بعض الإيرادات ومدخلات الإنتاج الحيوية لصالح المواطن في العلاج ومجانية علاج بعض الأمراض المزمنة، ولعدم إيجاد حلول مفصلية لضبط السوق وسعر الصرف ومعدلات التضخم التي طالت السحاب. فقد شهد الجنيه السوداني انهياراً حقيقياً و(دق الدلجه)، وانكسرت رقبتو بعد وصول الدولار ل 13 جنيهاً، بمعاونة السوق الأسود الذي سود عيشتنا ولحقنا (امات طه)، بعد تقليص الوجبات للكثيرين من 3 وجبات الى واحده بقدرة قادر.. المواطن لا قادر يبني، ولا يأكل، ولا يتعالج، والبرلمان حانق على عرباته، السلع الاستهلاكية، ومواد البناء كل يوم في زيادة، ما أن نتوسد يميننا ليلاً للنوم، حتى نصحو مرعوبين من الزيادة في كافة المجالات. والبرلمان يحرر في المذكرات الداخلية والخارجية لحل مشكلة عرباتهم التي ستقطع بلا شك من مرتبات الشعب بكل طوائفه. مهندسون، وأطباء وأساتذة، وحتى الحرفيين قطعاً جائراً من يوميات البؤس والشقاء ورهق المرض في جبايات بمسميات متعدده، تحصلها المحليات عبر آلياتها وصولاً للمالية التي رفضت إعطائهم المنحة.. وفي ذلك فليتساءل السائلون سوسنة (أبكي علي وطنا حك جلده ضفر الأرق مليان وجع، ضهبان وقع).