ما أشبة الليلة بالبارحة، قبل نحو عشرين عاماً ، كانت الطالبة بالسنة الاولى بالجامعة ضمن المجاهدين تغادر إلى جنوب كردفان، دعماً لكتيبة الزهراء النسائية المقاتلة وسنداً للقوات، ملبيه النداء، حتى أن يدها تعرضت للكسر .. آزرت القوات وقدمت الدعم وهاهو الموقف يتكرر أمس بعد كل تلك السنوات، ولكن بشكل مختلف .. تلك الشابة هي القيادية بشباب المؤتمر الوطني وقتذاك، وزيرة الرعاية الحالية مشاعر الدولب والتي دشنت قوافل الإسناد والسلم الاجتماعي الضخمة أمس الجمعة بجنوب كردفان، والتي سيرتها مؤسسات الوزارة ديوان الزكاة ومفوضية العون الإنساني والتأمين الصحي، والتي شملت الغذاء والإيواء والدواء والكساء.. وهو الدعم الأول من المركز وقبله سبقتهم ولايات نهر النيل وسنار وشمال كردفان. * دعم سريع كان أول تعليق لوالي جنوب كردفان اللواء د. عيسى آدم لدى استقباله الدولب أنه كان يتوقعها مرتديه (الميري)، فيما جاء رد الوزيرة أكثر ذكاء (عندما قالت له نحن اطمأننا على الأوضاع طالما أنك ترتدي الزي الوطني (الجلابية والعمامة) .. وبالفعل كانت الأوضاع هادئة بعد أن سحق (قلامين الرقاب) - وأعني بهم قوات الدعم السريع - التمرد في جبل كركراية فكان طبيعياً أن تكون المحطة الاولى للوفد المركزي والذي قادته مشاعر بزيارة إلى معسكر (قلامين الرقاب)، معسكر الشهيد حسين جبر الدار. كان حماس القوة عالياً وهي تستعرض الآليات الضخمة التي تم الاستيلاء عليها من المتمردين، وتهتف وتكبر وفي كل مرة تسمع كلمات تلهب حماس القوات على شاكله (رو .. رو .. رو رو رو) .. (اكسح أمسح) و(أردم جيبو حي) و (أرمي قدام ورا مأمن). وكان لافتاً أن ضابطاً برتبة الرائد والذي قدم فقرات البرنامج يلقي قصيدة حماسية معروفة تقول : ولد البخاف من الدواس مو هولنا والزول البزوغ يوم الجهاد مو زولنا نحن بنركب الدرب الصعيب لا حوُلنا نحن صغيرنا ماهن داب مطالب ماما ونحن صبينا بنتر يبسط الحكامة في التاريخ قديم عرفونا بالقلاما قلامين رقاب ياما قلمنا وياما من غردون تشوف كيف الرقاب تتقلم ومن جز الخوارج يابا شوف وإتعلم الإنجاز كتير فوق الرواسي معلم والتاريخ بقول يوم الأمم تتكلم * حماس فوق رددت مشاعر ووزير الثقافة ابن الولاية الطيب حسن بدوي مع القوات تلك الشعارات وبحماس كبير، وهما تخرجا من مدرسة الحركة الإسلامية التي قادت المتحركات والقوافل إلى مناطق الحرب والسلم . وأكد قائد المتحرك العقيد حسن محمد جاهزية قوات الدعم السريع لدحر التمرد، وأشار إلى أن شعارهم بيان بالعمل، وتعهد بعدم خذلان القيادة السياسية ومواطن كردفان. اما قائد الفرقة (14) مشاة اللواء ياسر العطا بدأ حديثه مذكراً الحضور بأنه قبل عام أكد للجميع بأن كلمات (رو .. رو ) ستجلجل وتهز الجبال، وقد حدث وتعهد اسماع المواطن هذا الشعار من كل الجبال، وأشار إلى أن الولاية كان لها سهم في طرد الإستعمار، وحاضرتها مدينة مسماة بالصمود والتحدي، فكان طبيعياً أن تدحر التمرد. وقال الوالي د. عيسى كنا نريدهم أن ياتوا بالسلم – في إشارة إلى المتمردين – ولكنهم رفضوا، وأكد جاهزية كل القوات الناظمية لصيف حاسم ، وخاطب قوات الدعم السريع (أعملوا فيهم العاوزنو، لازم الولاية تنضف وإنتو قوات دعم سريع وبتضربو سريع) وأضاف عيسى : نريد من (رو) ، (كو) وحسم مثيري الفتنة ولو تعلقوا بأستار الكعبة. * معنويات فوق أما الوزير الطيب فأشار إلى أنهم جاءوا ليمتلئوا معنويات من تلك القوات المقاتلة المجاهدة، وأثني على قوات الدعم السريع بحسمها قوات العدل والمساواة في قوز دنقو، وقوات عبد الواحد في سرورنق بجبل مرة وقوات الحركة الشعبية في أم سردبة. وخاطبت مشاعر القوات: (جينا نقول ليكم مبروك) وطالبتهم أن يقودوا في هذا الصيف عملية صيف العبور الثانية بعد أن قاد الشهداء صيف العبور الأولى .. وقبلها كان مقدم البرنامج قد أشار إلى أن الوزيرة شقيقة الشهيدين أنس وأمين .. وقالت الوزيرة نحن في الحكومة لسنا أناس حرب، بل حماية للضعفاء وأنتم في الدعم السريع حراساً للامن والسلام، وأشارت إلى أن زيارتهم بغرض تقديم الدعم المعنوي والعيني للمناطق التي تم تحريرها. وطالبتهم بأن لا يكونوا قوات (رو وكو فقط) ، بل قوات (شو) ، تشوي المتمردين وتاكل جم – حد تعبيرها – * تفاصيل النصر كانت الزيارة مثمرة حيث انتقلت الوزيرة والوفد المرافق لها والذي ضم الأمين العام لديوان الزكاة محمد عبدالرازق، مدير منظمة الشهيد محمد أحمد حاج ماجد، نائب المنسق العام للدفاع الشعبي الجيلي الطيب والمدير العام للتأمين الصحي د. طلال المهدي، وقيادات من المجلس الوطني من أبناء الولاية .. إنتقلوا إلى قيادة الفرقة (14) وتلقوا تنويراً عن العمليات – ليس للنشر بكل حال – ثم تفقدوا الجرحى بالمستشفى العسكري، وبعدها تم تدشين القافلة الضخمة بميدان الحرية بقلب كادوقلي. وعاد الوفد إلى الخرطوم مساء أمس وهو اكثر إطمئنانا بان (رو .. رو ) ستهز الجبال.