بلقيس بنت الهدهاد أمه ريحانة جنية، واسم بقيس تلقمة وأصولها حبشية. كانت ملكة ذات عقل راجح ورأي صائب، انتزعت ملكها العضوض من عمرو، بعد ما نحرته بخنجر في قرن رأسها بعد ما أغدقت عليه باحتساء الخمر بين يديها، فدان لها ملك اليمن.. ودل عليها هدهد سليمان عليه السلام، وكان عرشها بين يديه عندما قال آصف الذي عنده علم من الكتاب (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) النمل (40) فقالت : (أسلمت مع سليمان لله رب العالمين) النمل (44) فتزوجها سليمان ودان له ملكها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كانت بلقيس من أحسن نساء العالمين ساقين، وهي من أزواج سليمان في الجنة) وجاء على لسانها في القرآن : (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) النحل (33) عندما ذكرت بلقيس في مجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان إحدى أبوي بلقيس جنياً) وقال أيضاً: (لا يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة).. سقت هذه المقدمة لمزاحمة نساء السودان للرجال.. ففي كل المجالات والمؤسسات الخاصة والعامة وتزايدهن وتفوقهن كماً وكيفاً، ومؤسسات الخدمة المدنية هي الشاهد، حتى الاستوزار والمناصب الدستورية لهن فيها نصيب وافر.. وما امتحانات الأساس والشهادة والسودانية والجامعات وغيرها إلا شواهد متدافعة، حتى كادت أن تنقلب المعادلة.. وأن ينادي الرجال بمساواتهم بالنساء.. وفي الآونة الأخيرة طفحت على السطح فضيحة كشف امتحانات الشهادة السودانية، رغم التكتم والمحاصرة، والمؤسف أنها من خارج الوطن، والذي ضبط ذلك إمرأة، وذلك مما اندهش له الشعب السوداني، وقد تتوارد عدة أسئلة، فلماذا تتسابق على امتحانات الشهادة السودانية دولة مصر بوابة استعمار السودان ودولة ملوك الأردن؟ ماذا اكتشفوا في قدسية امتحاناتنا، وما هي الدوافع وراء ذلك؟ هل هناك ثغرات يؤتى منها امتحان الشهادة السودانية؟ وهي أحد ركائز الوطنية في السودان، وهل هنالك ثغرة يؤتى منها كشف الإمتحانات؟ وهل هنالك سوق للمعلومات لامتحان السودان الحصين؟ ولماذا يهاجر بعض التلاميذ من المركز الى الولايات، وبالعكس هل توجد ثغرات هنا وهنالك؟ كل هذه أسئلة يجب أن يجاب عليها ويتم التحصين، لأن الإمتحانات لم تتوقف ولماذا ترك القسم في الامتحانات؟ وقد طبق في ولاية نهر النيل محلية عطبرة في امتحان مرحلة الأساس، حتى تكون النتائج حقيقية وصادقة، وهذا نصه (أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي بأمانة وإخلاص، وأن أحافظ على أمانة وسرية الامتحانات، وأن لا أقوم بإفشاء أية معلومات أو بينات أو إيحاءات عنها حتى نهايتها وإعلان النتيجة رسمياً من قبل السيد وزير التربية والتعليم والمعارف والله على ما أقول شهيد)، فالامتحانات تمثل ثمرة أهل السودان وهي كالولاية تماماً في الدولة تحتاج للقوي الأمين، ويجب المحافظة على سمعتها حتى لا تؤتى من الداخل والخارج، وتكون صادقة وجيدة وثابتة في القياس والتقويم، وتكون مخرجاتها تمشي بين الناس بالتفوق والتقدم.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من غشنا ليس منا) (والمؤمن لا يكذب)، فهل بلقيس السودان اليوم كبلقيس القرآن التي تخشى من الملوك؟ ونحن في عالم كله ملوك انعدم فيه الأنبياء والرسول إلا جزء من أجزاء النبوة، فالملوك حولنا كُثر وكلٌ يريد أن يلتهم السودان، فدعك من مصر أحد محوري الاستعمار التي جعلت من قبل مدينة حلفا المرصوفة الجميلة ترقد تحت بحيرة تسميها بحيرة ناصر، وهي بحيرة سودانية، وحلايب أرضاً وشعباً بين فكيها.. وملوك الأردن يريدون أن يشتروا أغلى ما نملك ناهيك عن العبث بالامتحانات وعن أمريكا وأوربا فحدث ولا حرج، فهل بلقيساتنا تكفينا شر ملوك هذا الزمان أم يبقى الفساد والذلة؟ وأخشى ما أخشى على سوداننا الحبيب بلقيسات ما بعد 2020م صبراً جميلاً والله المستعان على ما تصفون.