من أين جاء هؤلاء اللاعبون؟! لاعبو لا يعترفون بمجلس ناديهم ولا بمجلس إدارة الاتحاد العام لكرة القدم في بلادنا.. لاعبون وصل بهم الاستهتار حد رفض الاستجابة لنداء الوطن والتعامل معه باستخفاف ظهر جلياً في الصورة التي أرسلو بها مذكرة المقاطعة التي تقدم بها (10) من لاعبي الهلال في زمان (البدع الهلالية معلنين) مقاطعة المنتخب الوطني وهم أنفسهم الذين أصدروا قبل مدة بيان استحقاقاتهم الذي أعلنوه من خلال أجهزة الإعلام في أولى بادرة من نوعها في بلادنا والذي كان مجلس إداراتهم (آخر من يعلم به) لتمر الحادثة دون محاسبة مما أغرى اللاعبون لتجاوز مجلسهم الجديد والاحساس بأنهم فوق المجالس وأنهم لو ذهبوا لن يكون هناك هلالاً أو منتخباً وطنياً.. أنه فعلاً زمان العجائب.. لاعبون لم يحققوا للسودان كأساً واحداً خارجياً سواء مع ناديهم أو مع المنتخب الوطني ويهددون مقاطعة اللعب الدولي لتدهشني قرارات مجلس الهلال التي أصدرها أمس على تطاول اللاعبين على المنتخب الوطني الذي لا يعلو عليه ناد أو لاعب وعلى تطاولهم على المجلس مصدر القرارات بتجاوزه والتعامل وكأنه غير موجود .. فالمجلس الذي رفض كابتن فريقه هيثم مصطفى المثول أمامه لم يجد قراراً أقوى من إيقاف اللاعب وتجميد نشاطه لحين المثول أمامه وقطعاً أن مثل هذه القرارات الضعيفة هي التي تغري اللاعبين بالتجاوزات فاللاعب هيثم مهما كان وزنه فقبله كان كثيرون أفضل منه ذهبوا وجاء من حل محلهم بجدارة فالحياة لا تتوقف عند هيثم أو غيره فلماذا لم يوقف المجلس اللاعب الذي رفض المثول أمامه وأشهر ويتم استدعائه بعدها لسماع رأي المجلس في أستمراره أو شطبه كما أن قرار المجلس باستدعاء بقية اللاعبين لمناقشتهم حول المذكرة يجعلنا نضع خطين تحت (مناقشتهم) هذه حول أمر لا يحتاج إلى مناقشة بل يحتاج إلى المحاسبة الصارمة التي تصل إلى العقوبة مع ارغامهم بالاسراع لمزاولة نشاطهم مع المنتخب الوطني بدون مناقشة كما نتوقع أن يكون لمجلس إدارة الاتحاد العام قرارات مشددة فالذي حدث أن تهاونا فيه سيتكرر كما حدث مع مجلس إدارة الهلال ولابد أن يكون جميع اللاعبين كباراً فيما يخص الجانب الوطني.. فالذي يتابع كرة القدم في العالم يجد اللاعبون أصحاب الأقدام المليارية الذين يلعبون لأندية خارج بلادهم لا يتخلف واحد منهم عن المشاركة في مباريات منتخب بلاده بل يحزن الواحد عندما يتجاوزه الاختيار .. إنها ثقافة يجب أن تسود في بلادنا ويجب ألا نتساحل مع المتجاوزين الذي يقدمون مبررات كالتي قدمها لاعبو الهلال لأسباب معالجتها ليست من مسؤوليتهم.. فالجماهير التي أساءت للاعب فإن ما يتخذ من إجراء للمعالجة هو مسؤولية الوزارة المختصة التي شكلت لجنة لذلك ومسؤولية الاتحاد العام والنادي وليس اللاعبين وما أصاب لاعب الهلال أصاب لاعبي المريخ.. وإعلان الاعتزال للعب الدولي لا يكون مع المنتخب الوطني والهلال له مبارياته الدولية يا هؤلاء ولا فرق بين دول هنا ودول هناك.. فالذي حدث من اللاعبين لا يخرج عن كونه لعب عيال يا مجلس الهلال ولابد من حسمه بما يلزم حتى لا يجعل اللاعبون من المجلس كمبارساً يتجاوزنه في كل مرة ليفعلوا البدع التي لم يأت بها الأولون ولا أظن سيأتي بها من يخلفونهم.