صحيح كما قال المغني (البعيش الدنيا ياما تشوفو) .. وعشنا وشفنا الزمن الذي أصبحت فيه المطربة الناشئة مكارم بشير تتطاول على الصحافة وتتتهمها ب (الشتل والفتل) لأخبارها وتصريحاتها، للدرجة التي ظنت فيها أن لها جمهور قامت بمخاطبته لتوضح له الحقائق، إنها واحدة من مهازل الوسط الفني التي ظل يتحفنا بها بين كل يوم وليلة. مكارم عندنا ما زالت مطربة واعدة تتلمس خطاها في طريق الفن الشائك الوعر، ولم تصل بعد مرحلة أن تهتم الصحافة بأخبارها، وإن حدث هذا فهو لقناعتنا ودورنا تجاه كل موهبة نرى أن المستقبل أمامها، وبالرغم مما نقول لا ننكر أن (الست) مكارم هي موهبة يمكن أن تقدم الكثير إذا ما التفتت لفنها وتطوير تجربتها الغنائية الغضة، واجتهدت في أن تقدم أغنيات خاصة بها، لأن الشهرة لا تعني أنها وصلت إلى المرحلة التي تتحدث فيها عن جمهور خاص بها، ولا كونها مطلوبة في الحفلات يعني أنها بلغت سدرة منتهى النجومية التي تجعلها تتطاول على الصحافة، ومثل مكارم كثير من الأصوات الجيدة التي شغلت الناس فترة ثم توارت خجلاً، لأنها انصرفت إلى أمور لا (بتودي ولا بتجيب) غير الحسرة على موهبة لم يكتب لها الإستمرار، لذلك أقول للأخت مكارم من باب اعترافنا بموهبتها وبصوتها القوي الطروب أن تعمل جاهدة في أن تجعل لها شخصية فنية خاصة بها، وأن تسعى جاهدة في أن تكون لها بصمة في خارطة الغناء، وأن تكون رقماً في دفتر حساب الفنون، لأنها عندنا الآن مجرد صفر كبير في هذا الدفتر، ولا تشفع لها عندنا أغنيات الرواد وغيرهم من كبار الفنانين التي تغنيها في الحفلات، فالفنان الحقيقي هو الذي يدرك معنى رسالة الفن ويدرك معنى أنه فنان لا ينظر لتجربته، إلا من زاوية إنتاجه الغنائي الخاص، وأقول للأخت (الست) مكارم إنها يجب أن تجلس مع نفسها جلسة صفاء وجرد حساب لترى ماذا قدمت من عمل خاص بها، كان له أثر في المجتمع، ويردده الناس مثل ما تردد هي (على الجمال تغار منا) حتى كادت أن تفقدها نكتها وتجردها من لونها الزاهي الذي ظلت تحتفظ به لسنوات، وعليها ألا توهم نفسها بأن الذي يتبعها عبر الشاشات والحفلات هو جمهورها الخاص، فهي لم تقدم بعد ما يشفع لها بأن تكون فنانة لها جمهورها الخاص، لأن الذين يتابعونها الآن هم مجرد معجبين بأدائها بالأغنيات التي قدمتها. ختاماً أرجو أن تنظر مكارم لنصيحتنا بعين العقل والمنطق، لا بعين الوهم الذي تعيش فيه بأن الصحافة (تشتل) تصريحاتها. خلاصة الشوف مشكلة الكثير من الواعدين والواعدات هي مرض اسمه وهم النجومية، وبه أصبحت كثير من الأصوات الجيدة في خبر كان .