عفواً سيدي الرئيس عمر حسن أحمد البشير.. أرجو أن تسمح لي بمخاطبتك عبر الصحافة التي نعرف مدى تقديرك لها، وإيمانك العميق بأنها واحدة من وسائل التغيير الداعية للفضيلة والمجتمعات الفاضلة.. لكنني أخاطبك اليوم بكل صفاتك كرمز للسيادة ورمز للأمة، في ظل تحرشات تستهدف بلادنا وتستهدفنا جميعاً.. وأخاطبك سيدي الرئيس وأنت القائد الأعلى لقواتنا المسلحة، وأخاطبك مواطناً سودانياً صميماً لم تحم حوله يوماً شبهة خيانة أو ضعف أو تخاذل عن الحق. واسمح لي سيدي الرئيس أن أخاطب معك سعادة الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، أخاطبه بتلك الصفة، وبصفة الإنسانية التي عهدناها فيه منذ أن عرفناه ركناً ركيناً من أركان السلطة والسيادة في بلادنا.. والأمر يتطلب ذلك.. ويستحق. الموضوع مرتبط ومتعلق بأحد أبناء الدفعة (19) بالكلية الحربية وهو العقيد (م) شمس الدين الطاهر الطيِّب هاشم، وقد فقد البصر تماماً أو كاد. والرجل يعاني من مرض (الجلوكوما) أو المياه السوداء، وأجريت له أكثر من عملية جراحية وتمت زراعة عدسة لإحدى عينيه، لكن تشخيص الأطباء وتقاريرهم تؤكد على أن الحالة هي (جلوكوما) مطلقة وهناك توصية في تقرير طبي صادر من اللواء طبيب بابكر هجا أبوالخير اختصاصي جراحة العيون في الخامس والعشرين من فبراير الماضي أوصى فيه بضرورة سفره إلى مصر لإجراء المزيد من الفحوصات والعلاج.. وتقرير آخر صادر في السابع من مارس الماضي من القمسيون الطبي العسكري العام يحمل توقيعات رئيس اللجنة الطبية اللواء طبيب محمد زين محمد علي، وعضوي اللجنة اللواء طبيب بشرى عبدالله واللواء طبيب بابكر هجا، جاء فيه أن اللجنة الطبية ترى أن المريض يعاني من ضعف في العين اليمنى ناتج عن الجلوكوما، وأوصت بضرورة سفره إلى مصر للعلاج على النفقة الخاصة. وهنا مربط الفرس.. فالعين (غير) بصيرة واليد قصيرة.. وقد لا يصدق- إلا من يعرف العقيد شمس الدين- أن الرجل الذي عمل بفرع الإدارة- شؤون الضباط- وقام بتأسيس فرع الخدمات الاجتماعية بعد أن كان إدارة تتبع لفرع الإدارة، والذي كان مندوباً للقوات المسلحة في مصلحة الأراضي، والمتقاعد في العام 1986م والحاصل على وسام الخدمة الطويلة الممتازة.. قد لا يصدق أحد أنه لا يملك من حطام الدنيا إلا معاشه، ويقف الآن عاجزاً- مع حمد الله وشكره- عن السير في طريق العلاج وتكلفته التي لا يستطيعها.. لا هو ولا أسرته الكريمة، وهو متزوج من السيدة الفضلى عفاف عثمان هاشم، شقيقة المرحوم الفريق محمد عثمان هاشم رئيس هيئة الأركان الأسبق وأحد الرجال الذين تفخر بهم قواتنا المسلحة. سيدي الرئيس.. نطمع في كرمك وتوجيهك بعلاج هذا الضابط العظيم، وأنت القائد الأعلى للقوات المسلحة.. وأنت الأخ الكريم الذي يحس بآلام أخوانه وأهله داخل الجيش. ونسأل الله أن يعيد للسيد العقيد«م» شمس الدين نعمة البصر بتوجيه منكم لمن يتولى أمر المتابعة.. ونسأله أن يسدد خطاكم ويحفظكم لخدمة البلاد والعباد.