تغنى بجمالها الشعراء.. وتبادلها الأحبة.. واستغلها الحسّاد.. إنها العيون ولغتها الصافية التي لا كلام فيها. اللغة التي تصمت فيها الأفواه وتتكلّم العيون كلاماً قد يكون أبلغ مما ينطق به اللسان، وهي ملهمة الشعراء في قصائدهم. واصفاً الشاعر ذلك: وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عينايَ في لغة الهوى عيناك.. كما لها في نفوس الشعراء فعل الموت في قول الشاعر جرير: إن العيون التي في طرفها حور قتلنا ثم لم يحيينا قتلانا.. ولكن ماذا أصاب تلك العيون التي أصبحت مخبأة وراء جُدُر وحواجز زجاجية وبلاستيكية؟ وهل تعطّلت لغة العيون بفعل العدسات اللاصقة والنظارات؟ وهل نضبت قريحة الشعراء التي كانت تتغنى بسحر تلك العيون وتوقفت ماكينة الإنتاج الشعري بتبديل العيون بأخرى؟ وهل ما عادت تلك العيون جاذبة حتى تفجِّر ينبوعاً من الشعر؟ تلك الأسئلة طرحتها (الأهرام اليوم) على أهل المعرفة بمجمع مكة لطب العيون فكانت هذه الإجابات: د. غلام مرتضى (باكستاني) ثمَّن الرأي القائل إن العين البشرية هي جوهرة وهي أداة النظر التي تمكننا من رؤية الأشياء من حولنا وهي هبة من المولى عزّ وجلّ، فعلينا الإهتمام بها وأن العوامل البيئية وأساليب وأنماط الحياة والسلوك والممارسات اليومية للفرد قد تسبب أضراراً للعين، ولكن الخطر هو الالتهاب مبيناً أن من أمراض العين الرمد وهو عبارة عن التهابات ومنه الرمد الصديدي والذي يؤدي إلى تكوين قروح، وآخر هو الرمد الحُبيبي ومرض آخر هو الجلوكوما (المياه السوداء) وهو عبارة عن ارتفاع ضغط العين وقد يؤدي إلى تلف بالعصب البصري وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار تدريجياً. وعلاج الجلوكوما ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي العلاج باستعمال الأدوية أوالحبوب وعلاج بأشعة الليزر والعلاج الجراحي. وكل هذه العلاجات الثلاث تؤدي إلى المحافظة على ضغط العين في المعدلات الطبيعية والوقاية من مرض الجلوكوما هو الاهتمام بمراجعة استشاري العيون عند حدوث الأعراض التالية: - عدم وضوح الرؤية: وألم بالعين مصحوب بإحمرار وكبر حجم القرنية أو تغيير لونها عند الأطفال كما يجب فحص العين سنوياً من الأمراض والتهاب العصب البصري وهو عصب الرؤية الذي ينقل الصورة التي تراها العين للمخ على هيئة نبضات كهربائية ومن أعراضه يشعر المريض بعدم وضوح الرؤية في إحدى العينين فيجب استشارة الطبيب وزيارته للاطمئنان على العين. ومن ناحيتها أبانت السستر ماجدولين محمد أن الطبقة العاملة من المزارعين وعُمال المباني والتشييد هم الأكثر عرضة للمياه البيضاء في العين نتيجة تعرُّضهم لأشعة الشمس التي تؤثر في العدسة وتعمل عتامة، موضحة أن علاج الماء الأبيض هو إجراء عملية زرع عدسة وهي لا تؤثر على جمال العين فهي نفس مواصفات العين الطبيعية وليس لها آثاراً جانبية ولا يرفضها الجسم فتبقى مدى الحياة إن شاء الله وذكرت أن أمراض العيون قديمة قدم الإنسانية ولكن الآن بفضل العلم وتطوره أصبح العلاج سهلاً وكذلك الوقاية بفضل التوعية والإرشاد أصبح منداحاً.وعن إصابة الأطفال أوضحت بأن التغذية تؤثر في عملية النظر فيجب الإهتمام بها محذرة من تناول العقاقير الطبية من غير استشارة الطبيب وخاصة «الاسترويدات» والتي توجد في الكريمات المبيضة للجسم واستعمالها لفترة من غير استشارة طبية. الناعسات عيونن ونور جبينن هلا ما بين تبري صافي وأخضراني اللون ترى هل تغنى شاعرنا هنا بأنواع العدسات اللاصقة وألوانها الطيفية؟ وماهي العدسات اللاصقة؟ أوضحت د. عايدة العاقب أن البعض يحرص على إبراز جمال العين وشكلها وخاصة مع ضعف النظر إذا كانت هناك ضرورة لارتداء النظارة الطبية والبديل لها العدسات اللاصقة فهي شفافة وملونة، ومنها عدسات لينة ومريحة في ارتدائها وعدسات للتغيير. فيتم تغييرها يومياً أو بعد أسبوع أو أسبوعين أو حتى شهر وهي لينة وميزتها يتم تغييرها باستمرار مما يمنع تراكم أي شيء داخل العين أو على العدسة نفسها ويحافظ عليها من أية إصابات. وهناك العدسة الصلبة للقرنية المخروطية. ووافقها د. رحمة الله الحبيب مؤكداً أن العدسة اللاصقة تعالج الأخطاء النظرية فهي علاجية وليست للجمال فقط فهي تعالج أمراض القرنية موضحاً أن العدسات اللاصقة لها مدة محددة يجب مراعاتها وكذلك الإهتمام بنظافة اليدين قبل الإمساك بها داعياً إلى شرائها باستشارة الإختصاصي فقط إذا كانت هناك ضرورة إلى ذلك منبهاً إلى خطورة تبادل العدسات اللاصقة بين فردين فهي شخصية. وكذلك عدم لبس العدسة اللاصقة بعد انتهاء مدتها لأنها يمكن أن تسبب ضرر في الشبكية أو خدش في الحدقة مبيناً أن العدسات اللاصقة ليس لها آثار جانبية إذا اتبعت الطريقة الارشادية الصحيحة. أما الأستاذ الرشيد علي محمد الأمين (مدير شركة مقاولات) أبان أن العين أجمل جزء موجود في الإنسان. فهي أكثر عضو يؤثر ويتأثر بالإنسان وذلك فهي ذات لصاحبها تحزن لحزنه وتفرح لفرحه وتعبِّر بكل صدق عمّا في قلبه. أما لبس النظارة الشفافة فهو لا يعوق لغة العيون والعدسات اللاصقة جميلة إذا كانت هناك ضرورة علاجية. وعلى ذات السياق تحدث الشاعر محمد يوسف موسى رئيس اتحاد شعراء الأغنية مبيناً بأن الشعر بدأ مع طبيعة الإنسان وخاصة إذا وهبه الله عيون جميلة فلذلك كان الاهتمام والتغزُّل بهذه العيون، خاصة الطبيعية منها تكون مدعاة للتغزُّل. أما العدسات اللاصقة فهي تغيير في العيون ويتم تعديل اللون من أسود إلى أخضر وهذه طبعاً مهما تكون جاذبيتها لن تصل إلى المستوى الطبيعي الغزلي. وعملية العدسات التجميلية، هذا المعنى يحمل بين ثناياه أن الأصل لم يكن جميلاً مجرد محاولة تجميلية وأن العيون الجميلة لا تحتاج إلى من يجمِّلها والجمال الطبيعي في العيون هو الأبقى والأجدر بالتغزُّل فيه والتحدُّث عنه، ولكن الجمال الزائف سرعان ما يزول ويذبل.